يتساءل كثير من المتابعين عن مدي امكانية تدخل البنك المركزي المصري أمام الارتفاعات المتواصلة لسعر الدولار، والسؤال هنا هل يتدخل البنك المركزي للسيطرة على ارتفاع سعر الدولار تابعونا للتفاصيل.
هل يتدخل البنك المركزي للسيطرة على ارتفاع سعر الدولار
وفقا لتعهدات البنك المركزي الأخيرة أمام صندوق النقد الدولي والتي كشفت عنها الوثائق المنشورة امس، فان البنك المركزي تعهد باتباع سياسة سعر صرف مرن تعكس ظروف العرض والطلب على العملة الأجنبية، فضلا عن التوقف تماما عن توفير العملة الاجنبية مباشرة إلى الحكومة.
وأكد المركزي أنه قد يتدخل احيانا في أوقات التقلب المفرط، ولكن دون اللجوء لاستخدام الأصول الأجنبية الصافية لتثبيت سعر الصرف.
وقال شريف سامي، الخبير الاقتصادي، رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي سابقا، إن ما يحدث في سوق الصرف خلال الأيام الماضية، هو تأكيد لتعهد البنك المركزي المصري في اكتوبر الماضي بالإلتزام بسعر صرف مرن يعبر عن قوى العرض والطلب في السوق، مضيفا أن هناك اضطرابا في سعر الصرف وتسعي الدولة لتحقيق الاستقرار في السوق.
وتابع أن الهدف الوصول لسعر مستقر مع اتاحة العملة للاستخدامات المعتادة سواء للاستيراد أو حاجات السفر وغيرها.
خبير اقتصادي: تدخلات المركزي سبب تراجع سعر الدولار
قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن البنك المركزي اعتمد بشكل رئيسي على سعر الصرف المرن، ما تسبب في تحريك سعر الدولار من ٢٤.٥ جنيه إلى ٢٥ وفى الأخير سجل ٣٢.٨٠ جنيه ثم عاود الهبوط مجددا 28.25، موضحا أنه مع استمرار الوضع بهذا الشكل كان من الممكن أن يرتفع سعر الدولار إلى مستويات قياسية.
وأضاف في تصريحات لـه، أنه من الممكن أن يكون تدخل البنك المركزي بشكل أو بآخر لمواجهة الاضطرابات المفرطة التي تحدث في سعر الدولار، سبب في تراجع سعر الدولار أمام الجنيه في نهايات التعامل اليوم.
وأوضح «الإدريسي» أن البنك المركزي اعتمد على جزء من الودائع الأجنبية الموجودة كأداة يستطيع أن يتحرك بها لمواجهة الارتفاعات الجنونية التي حدثت في بداية اليوم، مشيرا إلى أن هذه الصورة تعكس التقلبات الشديدة في سعر الجنيه أمام الدولار .
وتابع: «التوقعات في الفترة القادمة غير واضحة، نظرا لتدخل البنك المركزي بشكل مستمر للسيطرة على سعر الصرف، وهذا الأمر أصبح مرفوض من قبل صندوق النقد الدولي، ما يعطى مؤشرا بأن هناك مزيدا من التراجع لسعر صرف الجنية أمام الدولار .
صعوبة التوقع بالنسبة للدولار
تشير سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية، ونائب رئيس بنك مصر سابقاً، إلى أن السوق الموازية تعمل على تسعير قيمة الدولار مقابل الجنيه بأعلى من 30 جنيهاً بالفعل، وهو ما يشير إلى وجود مضاربات في سوق العملة داخل مصر.
وتوضح في تصريحات لـها أن اتفاق البنك المركزي مع مسؤولي صندوق النقد الدولي يؤكد ضرورة وجود سعر صرف مرن، مع إعطاء البنك المركزي حق التدخُّل لعدم حدوث تقلّبات، وبالتالي فالطبيعي هو الوصول لسعر السوق الموازية، وإلا سيظل التضارب في قيمة الدولار.
وتقول الدماطي إنها “توقعت ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، وكذلك القيمة التي وصل إليها اليوم وأكثر، في ظلّ تطبيق الخطّة الكاملة التي وضعها صندوق النقد؛ للخروج من المشاكل الهيكلية الموجودة في الاقتصاد المصري”. لكنها أشارت إلى صعوبة التكهن بسعر الدولار في الفترة المقبلة.
وتؤكد الدماطي أهمية وجود سعر صرف مرن؛ نظراً لوجود اتفاقات على مجموعة شركات سيتم الاستحواذ على جزء كبير من أسهمها في البورصة، لذلك فإنّ سعر صرف الدولار الحالي مشجّع للشركات التي تم الإعلان عن طرح جزء من أسهمها في البورصة لبدء التحرُّكِ.
مفاجأة في سعر الدولار عالميًا بعد بيانات التضخم الأمريكي
رجع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل أكبر بالجلسة الأمريكية عقب صدور بيانات التضخم بالولايات المتحدة اليوم، فقد شهد الدولار خسائر فادحة مقابل الين الياباني خلال تعاملات اليوم، بعدما أفادت بعض التقارير الإخبارية بأن بنك اليابان يعتزم مناقشة وعرض التأثيرات السلبية لسياسته النقدية التيسيرية، التي استمرت رغم توجه أغلب البنوك المركزية الأخرى نحو تشديد سياستها بشكل كبير للسيطرة على معدلات التضخم المرتفعة للغاية التي شهدها العالم إزاء الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي زاد من إقبال المستثمرين على رفع حيازاتهم من الين الياباني على حساب العديد من العملات، أبرزها الدولار الأمريكي.
وبعد صدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم، شهد الدولار انخفاضا حادا، دفعه لتعميق خسائره بشكل كبير، حيث أظهرت البيانات تباطؤا آخر في نمو التضخم بالولايات المتحدة، مما عزز توقعات المستثمرين بأن الفيدرالي الأمريكي قد يتجه نحو تخفيف وتيرة التشديد النقدي باجتماعه المقبل بأول فبراير.
وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى بنسبة 0.54% ليسجل 102.71 نقطة أما عن أداءه مقابل نظائره من العملات الرئيسية، فقد ارتفع اليورو مقابل الدولار بنحو 0.42% ليسجل 1.0801 دولارا، في حين تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 2.07% إلى 130.00 ين.
وصعد الاسترليني بنسبة 0.1% أمام الدولار مسجلا 1.2155 دولارًا، وتراجع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.34% إلى 0.9281 فرنك، وكذلك انخفض الدولار الأمريكي أيضا أمام نظيره الكندي بواقع 0.1% ليسجل 1.3418 دولارا كنديا.
