خلال الساعات القليلة الماضية تداول نشطاء بمواقع التواصل الأحد مقاطع وصورا تظهر سقوط الثلوج في مكة المكرمة في عدد من مناطق السعودية وفي الحرم المكي وبجانب الكعبة الشريفة. وهنا نتعرف على حقيقة سقوط الثلوج في مكة المكرمة.
حقيقة سقوط الثلوج في مكة المكرمة
أصدرت إمارة منطقة مكة المكرمة، بيانا، نفت فيه حقيقة الفيديو المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من المنابر الإعلامية، بشأن سقوط الثلج في الكعبة الشريفة والمسجد الحرام وقالت الإمارة، أن الفيديو معالج وأضيفت عليه مؤثرات رقمية كما أكدت الهيئة المكلفة بمكافحة الاشاعات في السعودية، عدم صحة الفيديو المتداول، وقالت أنه معدل رقميا.
من جهة ثانية، أصدرت الأرصاد الجوية السعودية، اليوم الأحد، بيانا كشفت فيه حقيقة الفيديو، والذي يوثق للحظة سقوط ثلوج على الكعبة المشرفة في الحرم المكي وذلك وسط حالة الطقس السيئة التي تتعرض لها المملكة وكشف البيان أن الفيديو المتداول لتساقط الثلوج على المسجد الحرام غير صحيح ومعالج بمؤثرات إضافية ويأتي ذلك بعد تداول مئات النشطاء وبعض المنابر الإعلامية، لقطات مصورة توثق سقوط الثلوج على الكعبة المشرفة في الحرم المكي، فيما يظهر المعتمرون حول الكعبة وهم يوثقون هذا الحدث النادر وغير المسبوق، بكاميرات هواتفهم النقالة، وكانوا فرحين بهذا المشهد النادر.
وشككت الكثير من التعليقات في صحة المقطع، مؤكدين أن تساقط الثلج في مكة غير صحيح وأن الفيديو الذي راج بين النشطاء مفبرك عبر استخدام تقنيات الجرافيك “وسلو موشن” إلى ذلك، فقد انتشرت تحذيرات المركز الوطني للأرصاد في السعودية من هطول أمطار متوسطة في مجملها قد تصل إلى غزيرة على مناطق مختلفة من المملكة حتى يوم الأربعاء المقبل ونصح الدفاع المدني بالجميع إلى أخذ الحيطة والحذر والالتزام بتعليماته والابتعاد عن بطون الأودية ومجاري السيول والسدود وتجمعات المياه وأعمدة الإنارة وغرف الكهرباء بالشوارع.
السيول تهاجم السعودية
في السياق ذاته، كان العقيد محمد القرني، المتحدث الرسمي للدفاع المدني السعودي في منطقة مكة المكرمة، وجه منذ أيام قليلة، عددا من النصائح للمواطنين والمقيمين داخل المملكة للتعامل مع موجة الطقس السيئ الذي تتعرض له البلاد حاليًا وخلال حديث مع وسائل إعلام سعودية، نصح القرني جميع السكان في المناطق التي تشهد سقوطًا غزيرًا للأمطار عدم الاقتراب من المناطق المنخفضة، وأيضا مجاري الأودية والسيول، خاصة أن هناك سيولا منقولة على محافظة جدة كما أهاب المتحدث الرسمي الدفاع المدني السعودي في منطقة مكة المكرمة، بالجميع عدم الخروج إلا للضرورة.
وأعلن الدفاع المدني السعودي تسجيل حالتي وفاة جراء الأمطار الغزيرة، التي شهدتها المنطقة منذ صباح اليوم وحذر المركز الوطني للأرصاد، في المملكة العربية السعودية، من طقس مع أمطار اليوم في السعودية، كما طالب الدفاع المدني، المواطنين بعدم الخروج من منازلهم وتأهب عواقب الأمطار الغزيرة على السعودية، وأنها قد تستمر لساعات أخرى أو حتى صباح اليوم التالي.
فيما أعلن أمن الطرق في السعودية، إغلاق طريق مكة – جدة، بسبب تزايد الأمطار وفقًا للبيان الصادر عن إمارة منطقة مكة المكرمة، وكذا الصادر عن الأرصاد السعودية فيما يخص أمطار مكة المكرمة.
طبيعة مناخ مكة المكرمة

تتميز مكة بمناخ صحراوي حار. وتحتفظ مكة بدرجة الحرارة المرتفعة نسبيا في فصل الشتاء، والتي يمكن أن تتراوح بين 18 °م (64 °ف) في الليل إلى 30 °م (86 °ف) في النهار. تكون درجات الحرارة في الصيف شديدة الارتفاع، وغالبًا ما تتجاوز 40 °م (104 °ف) خلال النهار، وتنخفض إلى 30 °م (86 °ف) تقريبًا في الليل. يسقط المطر عادة في مكة بكميات صغيرة بين نوفمبر ويناير.
مع ذلك فهطول الأمطار، على الرغم من قلة حدوثه، يمكن أن يحمل خطر السيول والتي دائما ما مثلت خطرًا منذ العصور الأولى. وفقًا للكردي، حدث نحو 89 فيضان تاريخي بحلول عام 1965، بما في ذلك العديد من الفيضانات في تلك الفترة. في القرن الماضي، وقع أخطر الفيضانات في عام 1942. منذ ذلك الحين، تم بناء السدود لتخفيف حدة المشكلة.
نبذة تعريفية عن مكة المكرمة

هي المدينة الأقدس عند المسلمين، بها المسجد الحرام، والكعبة التي تعد قبلة المسلمين في صلاتهم. تقع غرب المملكة العربية السعودية، تبعد عن المدينة المنورة حوالي 400 كيلومتر في الاتجاه الجنوبي الغربي، وعن مدينة الطائف حوالي 75 كيلومترا في الاتجاه الغربي، وعلى بعد 72 كيلو مترا من مدينة جدة وساحل البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء جدة الإسلامي، وأقرب المطارات الدولية لها هو مطار الملك عبد العزيز الدولي. تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالا، والطول 49/39 شرقا، ويُعد هذا الموقع من أصعب التكوينات الجيولوجية، فأغلب صخورها جرانيتيه شديدة الصلابة.
تبلغ مساحة مدينة مكة المكرمة حوالي 850 كم²، منها 88 كم² مأهولة بالسكان، وتبلغ مساحة المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام حوالي 6 كم²، ويبلغ ارتفاع مكة عن مستوى سطح البحر حوالي 277 مترًا. كانت في بدايتها قرية صغيرة تقع في وادٍ جاف تحيط بها الجبال من كل جانب، ثم بدأ الناس في التوافد عليها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل، وذلك بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي الصحراوي الجاف، وذلك امتثالاً لأمر الله، فبقيا في الوادي حتى تفجّر بئر زمزم، وقد بدأت خلال تلك الفترة رفع قواعد الكعبة على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل.
يبلغ عدد سكان مكة بحسب إحصائيات عام 2015، نحو 1,578,722 نسمة موزعين على أحياء مكة القديمة والجديدة. تضم مكة العديد من المعالم الإسلامية المقدسة، لعل من أبرزها المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن في الأرض بالنسبة للمسلمين؛ ذلك لأنه يضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة، كما أنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وذلك حسب قول النبي محمد: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى»، بالإضافة إلى ذلك، تعد مكة مقصد المسلمين في موسم الحج والعمرة إذ أنها تضم المناطق التي يقصدها المسلمون خلاله وهي مزدلفة، منى وعرفة.