باريس – في هجوم إرهابي غاشم علي العاصمة الفرنسية باريس ، شن مسلحون هجوماً مفاجئ شمل حوادث لإطلاق النار وتفجيرات في مناطق متعددة ومتفرقة قبل تطور الأمر ويتحول غلي حجز رهائن وقتل حوالي 100 شخص منهم، وحسب مصادر أمنية فإن الحصيلة النهائية لعدد القتلي بالأعمال الإرهابية قد بلغ 140 إلي 160 قتيلاً .
كما ساد التوتر والخوف الشديد من المتواجدين في باريس، فبعد أن كانت الأجواء هادئة إنطلقت هذه السلسلة من التفجيرات والحوادث نفذها 5 أو 6 مسلحين، وذلك بحسب شهود بالمدينة .
وبدأت العملية الإرهابية بإطلاق أعيرة نارية علي عدد من المطاعم والبارات ثم تطور الأمر مباشرة إلي تفجيرات محيطة بإستاد فرنسا والذي كان يشهد مباراة ودية للمنتخب الفرنسي ونظيره الألماني، وفي وجود الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند .
بداية الهجمات :
وبدأت سلسلة الحوادث في الساعة التاسعة والثلث مساءً بتوقيت باريس، حينما اقتحم شخصان مطعم “لوكاريون” في الدائرة العاشرة بالعاصمة، وقتلا 10 أشخاص وإصابة آخرين، باستخدام أسلحة “كلاشينكوف” ولاذا بالفرار، تلاها إطلاق نار أخر بالقرب من مسرح باتكلان بشارع بوليفار فولتير، إذ سمع أصوات رصاص.
ورافق هذه الحوادث وقوع 3 انفجارات في وقت واحد في المنطقة المحيطة بإستاد فرنسا والذي كان يشهد مباراة لفرنسا وألمانيا بحضور أولاند، وتمكنت قوات الأمن من إجلاء الرئيس الفرنسي إلى قصر الإليزيه بأمان.
في نفس السياق، ذكرت مصادر لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، أن رجلين فتحا النار في شارع شارون على أحد المقاهي، وسمع أصوات أكثر من 100 عيار ناري.
تفجير انتحاري :
تطورت الحوادث وذكر شهود عيان أنهم رأوا مسلحين غير ملثمين يحملون أسلحة نارية ويتحركون في الدائرة العاشرة والحادية عشر في باريس، وذلك بعد إعلان السلطات أن أحد تفجيري إستاد فرنسا ناجم عن تفجير انتحاري، وهو الأول في فرنسا.
وانتقلت بؤرة الأحداث فجأة إلى وسط باريس، إذ اشتعلت اشتباكات دموية في متاجر آلز ومنطقة متحف اللوفر ومركز بومبيدو، في الوقت الذي انشغلت قوات الأمن بإخلاء إستاد فرنسا الذي كان يعج بالجماهير الذين يحضرون المباراة، مع إعلان قتل أحد المسلحين.
وأدت هذه الاشتباكات إلى ارتفاع ضحايا الحوادث إلى أكثر من 40 شخصا، في الوقت الذي أعلنت فيه صحيفة “لوموند” الفرنسية، أن مسلحين يقفون على مباني شارع بوليفار فولتير بالقرب من مسرح حفلات باتاكلان.
وفي نفس السياق، خرجت عمودية باريس لتعلن حظر التجوال، مطالبة المواطنين بالالتزام في منازلهم وعدم التجول بالشوارع.
ونشرت العديد من وسائل الإعلام الفرنسية بعد ذلك وقوع أكثر من 100 رهينة داخل مسرح حفلات باتاكلان بشارع بوليفار فولتير ومحاصرة الشرطة للمنطقة.
أوباما: هجمات باريس هجوم على البشرية جمعاء :
وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الهجوم الذي تعرضت له العاصمة الفرنسية باريس، بأنه هجوم على البشرية بأجمعها والقيم التي يتقاسمها العالم.
وتابع أوباما:” فرنسا هي أقدم حليف للولايات المتحدة وأن الفرنسيين وقفوا جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة على مر الأوقات”.
وأشار إلى الموقف بأنه محزن، موضحا أن الولايات المتحدة نفسها مرت بمثل هذه الظروف من قبل، مشددا على عزمه الوقوف إلى جانب فرنسا، شريكها في مكافحة الإرهاب.
– فرنسا تبدأ الاستيقاظ من ضربة المفاجأة
وخرج الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، خلال كلمة من قصر الإليزية ليعلن فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وحظر التجوال في المناطق التي تشهد الحوادث، معترفا بأن هذه الحوادث إرهابية، كما أعلن غلق الحدود الفرنسية ومنع أي شخص من الدخول أو الخروج من الأراضي الفرنسية.
وفي نفس الوقت، أعلن أولاند استمرار الاشتبكات في بعض المناطق، في إشارة إلى متاجر آلز ومنطقة متحف اللوفر، ومركز بومبيدو.
وأعلن الرئيس الفرنسي أيضا استدعاء قوات الجيش لمشاركة الشرطة في تأمين المناطق ودعمها في الاشتباكات التي تقع مع الإرهابيين، وبانتهاء كلمته، ذكرت صحف فرنسية أن 200 جندي من قاعدة “سونتيني” وصلت لدعم قوات الشرطة في الدائرة العاشرة والحادية عشر بباريس.
ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”، أن المستشفيات الفرنسية رفعت حالة الطوارئ لاستقبال ضحايا الحوادث المتفرقة في العاصمة.
الهجوم على باتاكلان
شهد مسرح باتكالان عرضا لفرقة “أيجل أوف ديس” للميتال حضره 1500 شخص، وقبيل نهاية العرض، تسرب اثنين أو 3 مسلحين غير ملثمين إلى داخل المسرح وبدأوا في إطلاق النار بشكل عشوائي على الحاضرين، واستمر اطلاق الرصاص من 10 دقائق إلى ربع ساعة، بحسب صحفي قناة “أوروب أ” الذي كان متواجدا داخل المسرح.
وانتشر الرعب بين الحاضرين وحاول الجميع الهرب، غير أن التخبط بين الحاضرين أعطى المسلحين الوقت لتعبئة أسلحتهم بالرصاص 3 مرات بحسب الصحفي، في حين ذكرت مصادر أن أحد المسلحين بحوزته متفجرات، الأمر الذي جعل القوات تؤجل هجومها.
تغريدة على تويتر تحرك القوات الفرنسية للهجوم على المسرح
نشر أحد المصابين بشدة داخل المسرح تغريدة مؤثرة على “تويتر” يطالب قوات الأمن بشن الهجوم بأسرع وقت موضحا أن المسلحين يقتلون في الرهائن الواحد تلو الأخر.
وجاء في التغريدة: “أنا لا زلت في باتاكلان، الطابق الأول، مصاب بشدة، قوموا بالهجوم بسرعة، هناك ناجين في الداخل، أنهم يقتلون الجميع، الواحد تلو الأخر، الطابق الأول بسرعة”.
وحركت هذه التغريدة القوات الفرنسية التي يبدوا أنها انطلقت بدون استراتيجية، واندلعت اشتباكات حادة وتبادل إطلاق نار كثيف وانفجارات ضخمة، إذ ألقت قوات الأمن قنبلة يدوية على أحد المسلحين، وبعد دقائق معدودة، أعلنت فرنسا انتهاء العملية ومقتل 3 مسلحين، وسقوط 100 قتيل من الرهائن داخل المسرح.
وبدأت السلطات الفرنسية بعد ذلك في جمع جثث الضحايا ونقل المصابين إلى المستشفيات، في الوقت الذي أعلنت وصول دعم عسكري بـ 1500 جندي لتأمين باريس.
أولاند يزور مسرح باتاكلان ويعلنها حرب لا هوادة
بمجرد إعلان انتهاء العملية في مسرح باتاكلان وقتل المسلحين، أعلن الرئيس الفرنسي بجانب وزيرين آخرين الذهاب إلى مسرح باتاكلان دون خوف من الإرهاب، ووجه تحذيرا للمسلحين، مؤكدا أنها حرب لا هوادة قد بدأت.
“داعش” وراء الحادث :
وبمجرد انتهاء الحادث، سارع تنظيم “داعش” لتبنيه العمليات التي وقعت مساء الجمعة، بحسب قناة “سكي تي جي 24″ الإيطالية، التي نقلت عن أحد المسلحين التي قالت إنه ينتمي لـ”داعش” أنه كان يردد عند قتل الضحايا: “هذا ثأر لسوريا، هذا 11 سبتمبر فرنسا”.
أمام التعاطف على مواقع التواصل.. آخرون يحتفلون
وانتقلت المعركة أيضا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد أن أطلق “فيسبوك” خدمة إشعار الأمان حتى يؤكد كل شخص أنه نجي من الحوادث لأصدقائه، بدأت معركة بين الذين تضامنوا مع أهالي باريس عبر تغريدات ورسائل يعلنون عزائهم وتضامنهم معهم، في الوقت الذي انطلق موالون للحركات المتطرفة في الاحتفال بالحادث، إذ استخدم الطرفين هاشتاج “#باريس_تشتعل”.
الله اكبر والله الحمد هكدا الدئاب المنفردة 40 قتيلاً و 100 رهينه على الأقل وعدد لا يحصى من الجرحى #باريس_تشتعل
وكتب حساب “باسم العوضي”: “باريس تشتعل فرنسا، اللهم احرق باريس كما فعلت بالمسلمين في مالي وإفريقيا والعراق وسوريا وفلسطين”.
غلق كل شيء في باريس بدءا من السبت :
أعلنت الأكاديمية الفرنسية توقف المدارس والجامعات، اليوم الأحد، كما أعلنت عمودية المدينة غلق المدارس والمتاحف والمكتبات ومراكز التدريب وحمامات السباحة والمتاجر الغذائية.
كما أعلن مجلس الديانة الإسلامية أدانته بكل شدة للهجمات “الوقحة التي استهدفت المدنيين الأبرياء”.
وفي نهاية الأحداث، أطفأت فرنسا أضواء برج إيفل عقب الهجمات، وكأنها تعلن سدول الستار على هذا الحادث المشئوم الذي يعتبر الأشرس والأخطر في تاريخ فرنسا.
الكشف عن جنسية المنفذ الثاني لهجمات باريس
قالت مصادر أمنية فرنسية إنهم توصلوا لجنسية المشتبه به الثاني في تفجيرات باريس، وهو فرنسي الجنسية، وتم كشف ذلك من خلال بصمات أصابعه.
وكانت مصادر مقربة تحقيقات في هجمات باريس، قالت إنه تم العثور على جواز سفر سوري بجوار جثة أحد الانتحاريين، الذين فجروا أنفسهم الليلة الماضية قرب ملعب فرنسا في العاصمة، بحسب قناة “العربية”.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس، عدة هجمات متزامنة وقعت، مساء الجمعة، في محيط ملعب ستاد دو فرانس، حيث كانت تجرى مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا، بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند.
واقتحم مسلحون مسرح “باتاكلان”، واحتجزوا حوالي 100 رهينة، ونقلت وسائل الإعلام العالمية أن المسلحين قتلوا 127 شخصا على الأقل، وبلغ عدد المصابين 180، بينهم 80 مصابا في حالة خطيرة.