ما هي شروط العبادة

سنتعرف في هذا المقال على اهم شروط العبادة وكيفية تحقيق شروط العبادة وتعريفها كل ذلك في هذه السطور التالية.

ما هي شروط العبادة

  • اخلاص العبادة لله تعالي .
  • ان تكون موافقة للشرع وماهو مباح .
  • متابعة الرسوم صلى الله عليه وسلم

الشرط الاولالإخلاص في العبادة، هذا الشرط يرتبط بشكل قوي بالإرادة والنيى، والمقصود به هو الاخلاص في العبادة لله عز وجل، ولا يقبل الله العمل من العبد الا اذا كانت النية خالصة لله عز وجل ، الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ

الشرط الثاني: هو الموافقة للشرع، اي ان الانسان لا يجب ان يقوم بعمل يوافق هواه، بل يجب ان يكون كما اراد الله ويتبع الانسان ما حلل الله عز وجل ويجتنب نواهيه، قال تعالى: وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ. [سورة الانعام]. والنبي عليه الصلاة والسلام قال: مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ. رواه مسلم.

الشرط الثالث: متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام. يجب اتباع ما انزل الله عز وجل، والقيام بالأعمال الخالصة لوجه الله، ولان الله لا يقبل الا العمل الصائب من العبد، والعمل الصائب هو العمل القائم على السنة

اي ان تلخيص شروط قبول العبادة مبني على امرين رئيسين وهما: عبادة الله تعالى وحده بدون ان نشرك به شيئًا، واتباع ما شرع به من الدين وما امر الرسل باتباعه، والاقتداء بالأنبياء والصحابة الكرام الذين ساروا على الصراط المستقيم عسى ان نكون منهم.

مفهوم العبادة في الشريعة الإسلامية

مفهوم العبادة في الشريعة الإسلامية
مفهوم العبادة في الشريعة الإسلامية

العبادة في الشريعة الإسلامية هي الهدف الأساسي من خلق الإنسان، ففي القرآن الكريم كتاب الله المنزل رحمة للعالمين، يقول الله:«وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، وعلى هذا فإن العبادة تشمل كل الأعمال الصالحة التي يحبها الله وترضيه، والاتصاف بكل الصفات والأخلاق الحميدة، وكذلك حب الله والرسول والصالحين، ومعاملة الناس معاملة حسنة، مما يجعل الإنسان المسلم في عبادة طوال حياته وفي جميع تصرفاته كما جاء في القرآن الكريم: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ.

يقول ابن تيمية في رسالته «العبودية»: «العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة. وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله».

ولکن هذا التعریف تعریف للعبادة بمعناها العام، حیث إن المباحات لو قارنتها النیة تصیر عبادات، ولکنها بحسب أصلها لا ثواب ولا أجر علیها. فمن الجدیر أن تُعرف العبادة بما لا یُراد به إلا تعظیم الله تعالی بأمره، بمعنی أنه تعالی اعتبره عملاً لا یراد به إلا تعظیمه فی خطاباته؛ وما لا خطاب فی خصوصه بأنه عبادة بهذا المعنی فلیس بعبادة، بل من العادات والمباحات.

وهذا تناسب ما هو المشهور في الفرق بین العادة والطاعة والقربة والعبادة، «الْعِبَادَةُ عِبَارَةٌ عَنْ الْخُضُوعِ وَالتَّذَلُّلِ. وَحَدُّهَا فِعْلٌ لَا يُرَادُ بِهِ إلَّا تَعْظِيمُ اللَّهِ تَعَالَى بِأَمْرِهِ. وَالْقُرْبَةُ: مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَطْ أَوْ مَعَ الْإِحْسَانِ لِلنَّاسِ كَبِنَاءِ الرِّبَاطِ وَالْمَسْجِدِ. وَالطَّاعَةُ مَا يَجُوزُ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهِيَ مُوَافَقَةُ الْأَمْرِ. قَالَ تَعَالَى: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ»»

فالحق هو أن العبادة الخاصة هی ما اعتبرها الشارع عبادة بخصوصها في خطاباته، وأن العبادة العامة هی ما لم یعتبرها الشارع عبادة بخصوصه في خطاباته، لکن مع مقارنة النية تصیر عبادة ـ أی ذات ثواب وأجر ـ وهذا المعنى للعبادة تجری في القرب المباحة والعادة التي لا یتعلق بها أجر ولا عقاب، کطبابة الطبیب وبناء الرباط والتدریس والتدرّس وغیرها لو قارنتها النية.

معنى العبادة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه؛ من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة)؛ ا.هـ.

وقال أيضًا: طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل.

قلت: ومدار ذلك وتحقيقها لا يكون إلا بغاية الحب لله وأمره، مع غاية الذل له سبحانه وتعالى.

أركان العبادة

اعلم أنه لا تقبل العبادة إلا إذا تحقق فيها ركنان:

الركن الأول: الإخلاص:

قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).

الركن الثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، فتضمنت هذه الآية ركني العبادة؛ فقوله تعالى: ﴿ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 110]: دليل المتابعة، وقوله: ﴿ وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]: دليل الإخلاص.

فلا يُعبَد الله إلا بما شرعه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))؛ متفق عليه.

قال الفُضَيل بن عياض في قوله تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، قال: أخلصه وأصوبه، يعني: خالصًا من شوائب الشرك، صوابًا موافقًا للسنَّة.

انواع العبادات

انواع العبادات
انواع العبادات
  • الدعاء .
  • التوكل على الله .
  • الاستعانة .
  • الاستغاثة .
  • الخشية .
  • الخوف .
  • المحبة .

الدعاء: الدعاء هو التضرع الى الله عز وجل وهو يعني العبادة بحسب ما جاء في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة، قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) ومن اسباب قبول الدعاء الطعام الحلال، فلا يأكل المسلم حرامًا ولا يدعو باثم او ضرر لاحد او قطيعة رحم، وحضور القلب في الدعاء وسلامته من الغفلة وخشوع القلب لله عز وجل.

التوكل على الله: التوكل يعني اعتماد القلب على الله عز وجل والثقة التامة بان الله كافي عبده، والتوكل من اعظم العبادات ويجب ان يكون فيها العبد خالي من بقايا الشرك لان الله عز وجل يأمرنا بأن نتوكل عليه وحده دون غيره، قال تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا. [سورة الفرقان]

الاستعانة: الاستعانة تعني طلب العون من الله عز وجل على سبيل التعبد، وهي نوع من انواع العبادات، ويجب الا يستعين المسلم الا بالله عز وجل والا يطلب المعونة الا منه، وهي نوع من انواع اخلاص العبادة.

الاستغاثة: الاستغاثة هي طلب الغوث من الله عز وجل، والاستغاثة هي التي تحدث عند نزول الكرب والمصائب، وهي تختلف عن الدعاء الذي يكون في جميع الاحوال

الخشية: الخشية هي خضوع القلب والجوارح لله من اجل عبادة الله تعالى وحده دون غيره، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: اما والله إني لأخشاكم وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، واصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني، والخشية هي نوع من العبادة الخالصة لله، وكلما زاد ايمان العبد زادت خشيته لله

الخوف: الخوف من الله هو اضطراب القلب والقيام بالاعمال الصالحة خوفًا من الله عز وجل، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة.

المحبة: تعتبر محبة الله من اكمل العبادات، فبها يقوم المسلم بالطاعات لمحبة الله، ويحب في الله ويبغض في الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى