كيفية التيمم للصلاة

سنتعرف اليوم على كيفية التيمم للصلاة وطريقة التيمم بدون تراب وكيفية التيمم من الجنابة وكيفية التيمم بالحائط وكيفية التيمم للصلاة للمريض.

كيفية التيمم للصلاة

كيفية التيمم للصلاة
كيفية التيمم للصلاة

التيمم الصحيح مثل ما قال الله عز وجل: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}

فالمشروع: ضربة واحدة للوجه والكفين.

وصفة ذلك: أنه يضرب التراب بيديه ضربة واحدة، ثم يمسح بهما وجهه وكفيه، كما في الصحيحين

أن النبي قال لعمار بن ياسر رضي الله عنه: «إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا» ثم ضرب بيديه الأرض، ومسح بهما وجهه وكفيه.

طريقة التيمم للصلاة بدون تراب

طريقة التيمم بدون تراب
طريقة التيمم بدون تراب

فالسجين داخل السجن إذا عدم الماء عليه بذل جهده في تحصيله بطلبه من القائمين على السجن أو بوسيلة أخرى مشروعة

فإن لم يجده بعد بذل الجهد فيحق له حينئذ التيمم لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء:43].

والصعيد اختلف في معناه أهل العلم، فعند الحنابلة والشافعية هو التراب فقط، وعند المالكية والحنفية هو كل ما كان من جنس الأرض، قال ابن قدامة في المغني: وقال مالك وأبو حنيفة يجوز بكل حال ما كان من جنس الأرض كالنورة والزرنيخ والحجارة وقال الأوزاعي الرمل من الصعيد.

وقال حماد بن أبي سليمان: لا بأس أن يتيمم بالرخام لما روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً. انتهى.

وعليه فيجوز التيمم على الجدار إذا كان من جنس الأرض عند المالكية والحنفية، فإذا لم يكن الجدار من جنس الأرض مثلا أو لم يجد ما يتيمم عليه صلى على حاله لعجزه، وليس عليه إعادة تلك الصلوات التي صلاها بلا ماء ولا تراب لقول الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16].

كيفية التيمم من الجنابة

كيفية التيمم من الجنابة
كيفية التيمم من الجنابة

مثل التيمم عند عدم الماء، ومثل التيمم عن الوضوء، من فقد الماء يتيمم عن الجنابة والوضوء، ضرب بالتراب بيديه، فيمسح بهما وجهه وكفيه ضربة واحدة، عن الوضوء وعن الغسل، وعن الحيض أيضًا؛ عند عدم الماء، يضرب التراب بيديه ضربة واحدة، يمسح بهما وجهه، وكفيه ناويًا الوضوء، أو ناويًا غسل الجنابة، أو ناوية المرأة غسل الحيض، أو النفاس عند عدم الماء، وهكذا عند عدم وجود الماء، لكن مع المرض الذي يمنع من استعمال الماء، أو مع البرد الشديد، وليس عنده ما يسخن به الماء، هذا معذور.

فالتيمم عن الجنابة، والحيض، والحدث الأصغر كله واحد، ضربة واحدة، هذا هو الأفضل، يمسح بها وجهه وكفيه، يمسح بأطراف أصابعه وجهه، وبيديه كفيه ظاهرهما وباطنهما، هذا هو التيمم الشرعي، كما قال الله -جل وعلا-: لَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ [المائدة:6].

فالذي لم يجد الماء؛ يمسح، يضرب التراب بيديه، ثم يمسح بهما وجهه، وكفيه، ظاهرهما، وباطنهما بنية الوضوء، أو بنية الجنابة، أو بنية الحيض، والنفاس من المرأة، وإن ضرب ضربتين: إحداهما لوجهه، -والثانية لكفيه؛

فلا بأس، لكن الأفضل ضربة واحدة، كما صح عن النبي ﷺ من حديث عمار في الصحيحين، أنه علم عمار قال: إنما يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ضربة واحدة، ثم تمسح بهما وجهك وكفيك -لما سأله عن التيمم للجنابة، الضربة الواحدة كافية، وهي السنة، يمسح بأطراف أصابعه وجهه، ويعمه، ثم يمسح بكلتا يديه، كل واحدة على الأخرى، ظاهرهما وباطنهما، نعم.

كيفية التيمم للصلاة بالحائط

يصح التيمم بكل ما صعد على وجه الأرض من تراب وطين وحجر ورمل وفخار؛ لقوله تعالى: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) النساء/43، والصعيد: وجه الأرض. والطيب: الطاهر.

فيجوز التيمم بكل ما هو من جنس الأرض، وهذا مذهب أبي حنيفة ومالك، فيصح التيمم عندهما بالتراب والرمل والحصى. وجوز أبو حنيفة التيمم بالحجر الأملس والحائط المطين والخزف المصنوع من الطين الخالص. وكذا لو ضرب بيده على ثوب فارتفع غبار.
“بدائع الصنائع” (1/53)، “التاج والإكليل” (1/511)، “الموسوعة الفقهية” (14/261).

اختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه يجوز التيمم بغير التراب من أجزاء الأرض إذا لم يجد ترابا. “الاختيارات الفقهية” (ص 28).

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن المريض لا يجد التراب فهل يتيمم على الجدار، وكذلك الفرش أم لا؟

فأجاب: ” الجدار من الصعيد الطيب، فإذا كان الجدار مبنيا من الصعيد سواء كان حجرا أو كان مدرا – لَبِنًا من الطين -، فإنه يجوز التيمم عليه، أما إذا كان الجدار مكسوا بالأخشاب أو (بالبوية) فهذا إن كان عليه تراب – غبار فإنه يتيمم به ولا حرج، ويكون كالذي يتمم على الأرض؛ لأن التراب من مادة الأرض. أما إذا لم يكن عليه تراب، فإنه ليس من الصعيد في شيء، فلا يتيمم عليه.

وبالنسبة للفرش نقول: إن كان فيها غبار فليتيمم عليها، وإلا فلا يتيمم عليها لأنها ليست من الصعيد ” انتهى من “فتاوى الطهارة” (ص 240).

والحاصل أنه يجوز التيمم بالجدار أو الآنية المصنوعة من الطين أو الفخار، ما لم تكن مطلية، فإن كانت مطلية فلا يصح التيمم إلا إذا كان عليها غبار، ويمكن للمسلم أن يجعل في الإناء تراباً أو رملا ويتيمم منه.

كيفية التيمم للصلاة للمريض

كيفية التيمم للصلاة للمريض
كيفية التيمم للصلاة للمريض

إذا كان المريض ليس عنده من يوضئه، ولا يستطيع أن يتوضأ بنفسه، فإنه يتيمم؛ لقوله سبحانه: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ الآية [المائدة: 6].

والعاجز عن الماء والتيمم معذور، وعليه: أن يصلي في الوقت بغير وضوء ولا تيمم؛ لقوله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16] ولقول النبي ﷺ: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم.
وقد صلى بعض الصحابة في بعض أسفار النبي بغير وضوء ولا تيمم، ولم ينكر عليهم النبي عليه الصلاة والسلام ذلك

وذلك في السفر الذي ضاع فيه عقد عائشة رضي الله عنها، وذهب بعض الصحابة يلتمسه بأمر النبي فلم يجدوه، وحضرت الصلاة فصلوا بغير وضوء ولا تيمم
وكان التيمم لم يشرع ذلك الوقت، وليس عندهم ماء، ثم شرع بسبب هذه الحادثة.

وهذا هو الواجب، فإن المريض إذا لم يكن عنده قدرة على استعمال الماء، وليس عنده من يوضئه، فإنه يجب عليه التيمم
إذا وجد ترابًا نظيفًا في الأرض أو في إناء أو وعاء يتيمم منه، ويكفي ذلك عن الوضوء.

ولا يجوز التساهل في هذا الأمر، بل يجب على جميع المستشفيات أن يهتموا بذلك، ويجب على المريض قبل الوضوء أو التيمم أن يستنجي من الغائط والبول بالماء أو الاستجمار
ولا يتعين الماء، بل يجزئه أن يستنجي بمناديل طاهرة ونحوها، كالحجر والتراب واللبن ونحو ذلك؛ حتى يزيل الأذى، والواجب ألا ينقص ذلك عن ثلاث مسحات

فإن لم يحصل النقاء بذلك وجبت الزيادة حتى يحصل النقاء؛ لقول النبي ﷺ: من استجمر فليوتر ولما ثبت عنه ﷺ أنه نهى أن يستنجى بأقل من ثلاثة أحجار، ونهى أن يستنجى بالعظم والروث، وقال: إنهما لا يطهران والله ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى