ما هي كبائر الذنوب

ما هي كبائر الذنوب وسنتعرف اليوم ايضا على ما هي كبائر الذنوب بالترتيب وماهي الكبائر السبع وهل الزنا من كبائر الذنوب وما هي صغائر الذنوب.

ما هي كبائر الذنوب

ما هي كبائر الذنوب
ما هي كبائر الذنوب

أكبر الذنوب الشرك بالله، هو أعظم ذنبٍ، ثم يلي ذلك:
قتل النفس بغير حقٍّ، ثم يلي ذلك: الزنا بزوجة الجار، ثم عقوق الوالدين -نسأل الله العافية- ثم شهادة الزور التي هي من أقبح المحرمات -نعوذ بالله- ثم الأيمان الغموس، الأيمان الفاجرة التي يُقتطع بها حقّ المسلم.
ثم بقية كبائر الذنوب: كالربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات، وشرب المسكرات، وغير هذا من كبائر الذنوب، وهي كثيرة.

أما صغائر الذنوب

فهي الذنب الذي نهى الله عنه، لكن لم يرد فيه وعيدٌ بلعنٍ ولا بنارٍ ولا بغضبٍ ولا بحدٍّ في الدنيا
هذه يُقال لها: الصغائر، التي نهي عنها ولكن لم يرد فيها وعيدٌ بنارٍ ولا بغضبٍ ولا بحدٍّ يُقام على صاحبها، فهذه يُقال لها: من الذنوب الصغيرة، وهي معصية ومحرَّمة.

ما هي كبائر الذنوب بالترتيب

ما هي كبائر الذنوب بالترتيب
ما هي كبائر الذنوب بالترتيب
  1. الإشراك بالله
    -قال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله..) متفق عليه.
    – وهو نوعان: شرك أكبر وهو عبادة غير الله، وشرك أصغر ومنه الرياء. قتل النفس: قال تعالى: {ومن يقتل مؤمنًا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا}.
    – وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر. وقتل النفس التي حرم الله..)
  2. السحر
    – قال الله تبارك وتعالى: {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} وقال صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله. والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق..) متفق عليه
  3. ترك الصلاة
    -قال تعالى: {{فخلفمن بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًا إلا من تاب..}.
    – وقال صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) رواه أحمد والترمذي والنسائي منع الزكاة: قال تعالى: {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون}
  4.  عقوق الوالدين
    – قال تعالى: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً.
    – إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا} وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ .. ) فذكر منها عقوق الوالدين. متفق عليه
  5. الزنا
    – قال تعالى {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً}.
    -وقال صلى الله عليه وسلم (إذا زنى العبد خرج منه الإيمان. فكان على رأسه كالظلة. فإذا أقلع رجع إليه} [رواه أبو داود والحاكم]
  6. اللواط
    – قال تعالى عن قوم لوط {أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون} وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الله من عمل عمل قوم لوط) [النسائي]
  7. أكل الربا
    – قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله..} وقال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله آكل الربا وموكله) رواه مسلم
  8. أكل مال اليتيم
    -قال الله تعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا} وقال تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن}.
    -الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة}.
    – وقال صلى الله عليه وسلم: (من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) [رواه البخاري]
  9. الكبر والفخر والخيلاء والعجب والتيه
    – قال تعالى: {إنه لا يحب المستكبرين} [النحل: 23] -وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من كبر)] رواه مسلم.
  10. شهادة الزور
    -قال تعالى : { فاجتنبوا الرجس من القول واجتنبوا قول الزور} [الحج 30 ] – وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما شاهد الزور يوم القيامة حتى تجب له النار ) [ ابن ماجه والحاكم ]
  11.  شرب الخمر
    – قال تعالى : { يا أيها الذين آ منوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } .
    – وقال صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها ) [ رواه أبو داود والحاكم]
  12. القمار
    – قال تعالى : { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }
  13.  قذف المحصنات
    { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم } .
    – وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قذف مملوكة بالزنى أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال )[ متفق عليه].
  14. السرقة
    – قال تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم }
    -وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن . ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ) متفق عليه.
  15. قطع الطريق
    – قال تعالى : { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم }.
  16.  اليمين الغموس
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( من حلف على يمين صبر ، يقتطع بها مال امرئ مسلم وهو فيها فاجر؛ لقي الله وهو عليه غضبان)[ رواه البخاري].
  17. الظلم
    -وهو أنواع كثيرة ،وأغلبه في التعدي على حقوق الغير ،قال تعالى { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } وقال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ..) [رواه مسلم].
  18.  قتل النفس
    – قال تعالى : { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً .
    – ومن يفعل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا } وقال صلى الله عليه وسلم : ( لعن المؤمن كقتله ، ومن قذف مؤمنًا بكفر فهو كقاتله ، ومن قتل نفسه بشيء عذبه الله به يوم القيامة ) [متفق عليه].
  19.  الكذب في غالب الأقوال
    – قال تعالى : { ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين } وقال صلى الله عليه وسلم : ( … وإن الكذب يهدي إلى الفجور . وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا )[ متفق عليه].
    – الحكم بغير ما أنزل الله : قال تعالى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }.
  20. تشبه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء ) [رواه البخاري ].
  21. الديوث
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والديوث ، ورجلة النساء ) [النسائي والحاكم وأحمد].والديوث هو الذي يرضى الخبث في أهله.
  22. عدم التنزه من البول
    – وهو من فعل النصارى قال تعالى : { وثيابك فطهر } وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يتنزه من بوله ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )[ متفق عليه].
  23. الخيانة– قال تعالى : { وإن الله لا يهدي كيد الخائنين } . وقال صلى الله عليه وسلم : ( أد الأمانة لمن ائتمنك ،ولا تخن من خانك ).
  24.  التعلم للدنيا وكتمان العلم
    – قال تعالى : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون }.
    -وقال صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ) يعني ريحها [أبو داود].
  25. المنان
    – قال تعالى : {ياأيهاالذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } وقال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً : عاق ، ومنان ، ومكذب بالقدر ) [الطبراني وابن عاصم].
  26.  المتسمع على الناس ما يسرونه
    – قال تعالى : { ولا تجسسوا } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ، ومن صور صورة عذب ،وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ )[ رواه البخاري].
  27.  النميمة
    – قال تعالى : { ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم } وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين : ( إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ….وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة.. )[ البخاري].
  28.  اللعن
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( لعن المؤمن كقتله )[ متفق عليه].
  29.  تصديق الكاهن والمنجم
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول ؛ فقد كفر بما أنزل على محمد ) [ أحمد والحاكم ].
  30.  نشوز المرأة على زوجها
    – قال تعالى : { واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليًا كبيرًا }
    -وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت ؛ فبات غضبان عليها ؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح ) [البخاري].
  31. أذى الجار
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) [ رواه مسلم].
  32. غش الإمام للرعية
    -قال تعالى : { إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم }
    -وقال صلى الله عليه وسلم : ( أيما راع غش رعيته فهو في النار ) [أحمد].
  33.  الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة
    – قال صلى الله عليه وسلم : (إن الذي يأكل أو يشرب في إناء الذهب أو الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) [رواه مسلم].
  34.  لبس الحرير والذهب للرجال
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة ) [رواه مسلم].
  35.  الجدل والمراء
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( .. ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ..) [ رواه أبو داود].
  36.  نقص الكيل والميزان
    -قال تعالى : { ويل للمطففين }.
  37. الأمن من مكر الله
    -قال تعالى : { أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون }.
    -وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك )
    -فقيل له : يا رسول الله ! أتخاف علينا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن ، يقلبهما كيف يشاء ) [رواه أحمد والترمذي والحاكم].
  38. تكفير المسلم
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) [البخاري].
  39.  ترك صلاة الجمعة والصلاة مع الجماعة
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات ، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ) [ رواه مسلم].
  40. المكر والخديعة
    – قال الله تعالى : { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } وقال صلى الله عليه وسلم : ( المكر والخديعة في النار ) [ البيهقي في شعب الإيمان].
  41.  سب أحد من الصحابة
    – قال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) [رواه البخاري].
  42.  تغيير منار الأرض
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( .. ولعن الله من غير منار الأرض) ] [رواه مسلم]، قال المناوي في فيض القدير:والمنارة هي العلامة التي تجعل بين حدين للجارين وتغييرها أن يدخلها في أرضه فيكون في معنى الغاصب.
  43. الواصلة والنامصة والمتنمصة والمتفلجة والواشمة
    -قال صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله الواشمات، والمستوشمات ، والنامصات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله)[ متفق عليه].
  44. الإلحاد في الحرم
    – قال الله تعالى : { .. والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواءً العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}.
    – وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الكبائر ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( هن تسع : الشرك بالله.. ) وذكر منها (واستحلاك البيت الحرام قبلتكم) [رواه أبو داود والنسائي].
  45. إفطار رمضان بغير عذر ،وترك الحج مع الاستطاعة
    – قال صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت) متفق عليه.

ماهي الكبائر السبع

  • الشرك بالله
  • السحر
  • قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
  • أكل الربا
  • أكل مال اليتيم
  • التولي يوم الزحف
  • قذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

هل الزنا من كبائر الذنوب

صحيح أن الله عز وجل قد نهى عن الزنا وحذر منه أشد التحذير، ليؤكد لنا أنه من الفواحش، فقال تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا»، حيث يعتبر الزنا من كبائر الذنوب والخطايا التي توعد الله فاعلها بالعذاب المهين والمضاعف يوم القيامة

وإنّ التوبة من هذا الذنب العظيم ينبغي أن تكون توبة نصوحًا أي أن يقلع المسلم عن الزنا ويتركه، وأن يندم عليه، ثمّ أن يعزم على أن لا يعود إلى هذا الإثم العظيم، وأن يتبع تلك التوبة النصوح بالأعمال الصالحة والطاعات، فإن فعل ذلك صادقا تاب الله عليه، وهذه خير إجابة على الشق الثاني من سؤال: هل الزنا من الكبائر التي لا يغفرها الله تعالى أبدا ولا تكفرها التوبة؟.

هل الزنا من الكبائر التي لا يغفرها الله تعالى أبدا ولا تكفرها التوبة؟

ففيه قال تعالى: «إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا»، ليبين لنا أن الزنا من الكبائر لكنه ليس من الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى، كما أن الزنا تكفره التوبة، فقد جعل الله سبحانه وتعالى لبعض الذنوب الكبيرة مثل الزنا عقوبات وحدود تطهر مرتكبها من ذنبه

وتكون كفارة له من هذا العمل، أما من ارتكب الزنا ولم يتب من هذا الذنب فإنّ أمره إلى الله يوم القيامة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وأما من تاب إلى الله من هذا الذنب ولم يقام عليه الحد فإنّ الله يتوب عليه إذا كانت توبته صادقة لله، قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ».

ما هي صغائر الذنوب

ما هي صغائر الذنوب
ما هي صغائر الذنوب

-على المؤمن أن يتجنَّبَ الصَّغائر، وأن يلتفت إلى الموارد التي تنقلب فيها هذه الصَّغائر إلى كبائر كما يُستفاد من بعض الرِّوايات، إذ وردَ عن الإمام الرِّضا عليه السلام: “الصَّغائر من الذّنوب طرقٌ إلى الكبائر، ومن لم يخَف الله في القليل لم يَخَفْهُ في الكثير…”.
– من الموارد التي تتبدّل فيها الصغائر إلى كبائر، نذكر منها:

  1.  الإصرار على الذَّنب
    -يستفاد من الآيات القرآنية والأحاديث الشَّريفة أنَّ ممارسةَ الذَّنب لعدّة مرَّاتٍ وعدمَ المبادرة إلى التوبة يُعدّ إصراراً على الذَّنب الذي هو عين المعصية لله تعالى، فقد روي عن الإمام علي عليه السلام قوله: “إيّاك والإصرار فإنّه من أكبر الكبائر، وأعظم الجرائم”3.
    -مثاله: العين بحسب الروايات قد تزني، وزناها النظر، ولكن زنا النظر أصغر من الزِّنا المصطلح، فمع الإصرار والمواظبة على هذا النظر يصبح هذا النوع من الزنا كبيرة؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذّنوب إِلاَ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾4.
    -فالآية كما هو واضح تشترط أنه إذا ترك الإنسان الإصرار صحّت توبته وغفر الله ذنبه. فالإصرار على الذَّنب يستوجب الاستهانة بأمر الله تعالى وعدم رعاية مقامه تعالى، سواءً أكان الذَّنب المذكور من الصَّغائر أم من الكبائر.
    -روي عن الإمام الصادق عليه السلام: “لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار”6. وروي عن الإمام علي عليه السلام: “من أصرّ على ذنبه؛ اجترأ على ربه”7.
    -فالإصرار لا يُبقي الصَّغيرة على حالها؛ لأنَّ الإصرار عليها معصيةٌ أخرى تنضمُّ إلى الأولى، فما دام مصرِّاً على ما يفعله توالت المعاصي وتكاثرت وتراكمت حتَّى تغدو كبيرةً، ولاسيّما إذا كان الإصرارُ يتضمَّنُ الاستهانةَ بالله تعالى وأوامره.
    -والسبب في تحويل الصَّغيرة إلى كبيرة هو تراكم الظلمة على القلب الذي هو أشبه بالصدأ الذي يصيب الحديد، وينتشر فيه شيئاً فشيئاً، ويشتدّ كلّما تراكم الصدأ عليه فيؤدّي إلى تلفه، وهكذا ارتكاب الصغائر والإصرار عليها.
    -روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: “إنَّ رسول الله نزل بأرض قرعاء، فقال لأصحابه: ائتوا بحطب، فقالوا: يا رسول الله، نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب! قال: فليأتِ كلّ إنسان بما قدر عليه. فجاؤوا به حتَّى رموا بين يديه بعضه على بعضه، فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: هكذا تجتمع الذّنوب، ثم قال: إيّاكم والمحقّرات من الذّنوب؛ فإنّ لكل شيء طالباً، ألا وإنّ طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين”8.
  2. معاني وأوجه الإصرار
    -ذُكِر للإصرار عدة أوجه منها:
    – أن يذنب الذَّنب فلا يستغفر منه أصلاً.
    – ان لا يحدّث نفسه بتوبة، فذلك إصرار أيضاً.
    – الإكثار من الذّنوب، سواء أكانت من نوع واحد أو أكثر.
    – المداومة على نوع واحد منها.
    -والمحصّلة التربوية من فكرة الإصرار على الذَّنب، أن الاستغفار لا ينفع مع الإصرار على الذّنب المتكرِّر منه مهما كان الذنب صغيراً، وهذا معنى قولهم: “لا كبيرة مع الاستغفار “(طبقاً لشروط الاستغفار)! كما أنَّ من يكرّر الصَّغيرة ولا يتبعها استغفاراً فإنَّ ذلك يحوِّلُها إلى كبيرةٍ، وهو معنى قولهم: “لا صغيرة مع الإصرار”.
  3.  الاستهانة بالذَّنب
    -قد مرَّ هذا الموضوع تحت عنوان المحقَّرات من الذّنوب، وقيل إنّ هذه الذُّنوب لا تُغفر بسبب تحقيرِها والاستهانةِ والاستخفافِ بها.
    -فلو فرضنا أنَّ أحداً رمى شخصاً عمداً بالرَّصاص فجرحه، وبعد ذلك أراد أنْ يتوبَ من ذنبه، فندم واعتذرَ من الشَّخص المضروب، فمن الممكن أن يسامحَهُ ويصفحَ عنه، مع أن ما ارتكبه كبيرةٌ!
    -ولكن لو فرضنا أنه رماه بالحصى الصغير عمداً مراراً، ولم يعتذر منه بحجَّة أنّها مسألةٌ بسيطةٌ وليست سبباً مهمّاً للاعتذار، واستخفَّ بهذا الأمر واستصغره، فمن الطَّبيعي ان ألا يسامحَه ولا يصفحَ عنه؛ لأنّ ما فعلَهُ نابعٌ من تكبُّره واستهانته بذنبه.
    -وقد روي عن سماعة، أنه قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: “لا تستكثروا كثيرَ الخير، ولا تستقلّوا قليلَ الذّنوب؛ فإنّ قليلَ الذّنوب يجتمعُ حتَّى يكون كثيراً. وخافوا الله في السرّ حتَّى تقطعوا من أنفسكم النَصَف 9″10.
    -فينبغي على المؤمن ان ألا يلتفت إلى قَدْرِ المعصية وحجمها، ولكن إلى قَدْرِ من عصى، فلا ينتهك حرمات الله تعالى.
  4.  الابتهاج والسُّرور واللذّة عند الابتلاء بالذَّنب
    -الابتهاج هو الإحساس باللذّة والسُّرور عند اقتراف الذَّنب، كأنْ يشعرَ براحةٍ خاصَّةٍ لما يصدر عنه من معاصٍ، فإنَّ المعصية -وإن كانت صغيرةً- قد تتحوَّلُ إلى كبيرةٍ بسبب الابتهاج بها. فبعضهم يقع في المعصية فيسعد بها أو يتظاهر بالسَّعادة أمام الآخرين
    – فهذا السُّرور بالذَّنب أكبر من الذَّنب نفسه؛ فقد روي عن الإمام علي عليه السلام: “شرُّ الأشرار من يتبجَّحُ بالشرّ”11، وعنه عليه السلام أيضاً: “من تلذَّذ بمعاصي الله أورثه الله ذل”12.
    وروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام: “إيّاك والابتهاج بالذَّنب؛ فإن الابتهاج به أعظم من ركوبه”13. وعنه عليه السلام أيضاً: “حلاوةُ المعصية يفسدُها أليم العقوبة”14.
  5.  اقتراف الذَّنب عند الطُّغيان
    -إنّ من الأسباب التي تبدِّل الصَّغائر إلى كبائر هو صدور الذَّنب عن حالة من الطُّغيان، والطُّغيان يعني تجاوز الحدّ. فتهاون الإنسان وارتكابه للصغيرة من غير أن يعبأ بأمرها هو مصداق للطُّغيان والاستهانة بأمر الله تعالى؛ فقد قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى﴾15، وبالمقابل قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفس عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾16.
    -فالطُّغيان، إذن، وإيثار الحياة الدُّنيا يؤدّيان إلى الجحيم، ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾17 فإنَّ ذلك يؤدّي إلى الجنة.
    -قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في وصيّته لابن مسعود: ولا تؤثرون الحياة الدُّنيا على الآخرة باللذات والشهوات؛ فإنّه تعالى يقول في كتابه: ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنيا..﴾18،19.
    -يقول الله متحدِّثاً عن جزاء الطغيان والطغاة: ﴿هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَاد﴾20، ويقول أيضاً: ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً لِلطَّاغِينَ مَآباً﴾21.
  6.  الاغترار بالسِّتر الإلهي
    -من الموارد التي تحوّل الذَّنب الصَّغير ذنباً كبيراً، أن يخالج المذنبَ تفكيرٌ بأنّ عدم مجازاة الله السريعة له تدلّ على عدم سخطه عليه، وأنه تعالى أمهله في الدُّنيا وسترَ عليه، ولن يعاقبَهُ في الآخرة.
    -وقد جاء معنى ذلك في قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾22، فهم كانوا يقولون لو كان محمد صلى الله عليه واله وسلم نبياً لعذّبنا الله، فقال تعالى: ﴿حَسْبُهُمْ جَهَنَّم﴾ أي يكفيهم ذلك عذاباً، وهذا دليل على اغترارهم بعدم تعرّضهم للعذاب في هذه الدُّنيا، وطمعهم بأن يكون ذلك هو مصيرهم يوم القيامة أيضاً!!
  7.  التَّجاهر بالمعصية
    -إنّ التَّجاهر بالذَّنب أمام النَّاس يبدِّلُ الذُّنوب الصَّغيرة إلى كبيرة؛ لأنَّ هذا التجاهر يعبِّر عن صفة التجرّؤ على الأوامر الإلهية والاستهانة بها.
    -فقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: “المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيِّئة مخذولٌ، والمستتر بالسيِّئة مغفورٌ له”23.
    -فالمذيع بالسيِّئة مخذولٌ؛ لأنَّ في إذاعتها استخفافٌ بالدِّين، واستهانة بالذَّنب، وتبجّحٌ به، واستحسان له، وترويج له بين العوام، وهتكٌ لما ستره الله عليه بفضله، وكلُّ ذلك مذموم عقلاً ونقلاً، وفضلاً عن ذلك أنّه يقرب من الكفر.
    -روي عن الإمام علي عليه السلام: “إيّاك والمجاهرة بالفجور؛ فإنّه من أشد المآتم”24.
    -وعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: “كلّ أمتي معافى إلا المجاهرين الذين يعملون العمل بالليل فيستره ربه، ثم يصبح فيقول: يا فلان، إنّي عملت البارحة كذا وكذا، فيكشف ستر الله عزوجل”25.
    -وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: “إنّي لأرجو النّجاة لهذه الأمّة لمن عرف حقنا منهم إلا لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى أو الفاسق المعلن”26.
    – ذنوب المؤمنين
    من خلال مراجعة الروايات نرى أنَّ أئمَّة أهل البيت عليهم السلام تحدّثوا عن هذا النوع من الذّنوب بشكلٍ خاص، لأنَّ له بعدين:
  • البُعد الفردي: وهو الذي يكون نطاق أثره محصوراً بشخص المذنب.
  •  البُعد الاجتماعي: وهو الذي يتعدى نطاق تأثيره الجانب الفردي ليطال المجتمع لأن المذنب ليس فرداً عادياً.
    -فصاحب المقام الاجتماعي مثلاً، لو ارتكب ذنباً ما – وكان من الصغائر- فبالنسبة لشخصه فإنه يُعتبر صغيرةً، وأمّا بالنسبة إلى بُعده الاجتماعي فإنه يُعتبر كبيرةً؛ لأنه يوفّر الأرضية والبيئة للانحراف والإغواء للآخرين ما قد يؤدّي تدريجياً إلى الاستهانة بالأوامر المولوية لله تعالى.
    – فقد رُوي أنّ الإمام الصادق عليه السلام خاطب شيعته قائلاً: “فإنّ الرجل إذا ورع في دينه، وصدق في الحديث، وأدّى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، فيسرّني ذلك، ويدخل عليّ منه السرور، وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير دلك دخل عليّ بلاؤه، وعاره، وقيل: هذا أدب جعفر”27.
    -ومن هنا كان ذنب المؤمن الذي يدّعي التولّي لأهل البيت عليهم السلام واتِّباعهم هو أشدّ من غيره، لأن ذنب الموالي ينسب لهم بالعنوان العام بنظر العرف، ولو كان على نحو التلميح والإشارة، وكفى بذلك توهيناً لأئمة الدِّين عليهم السلام وما يمثِّلونه من قيادة إلهية للناس.
    -فقد روي عن الشَّقراني مولى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: خرج العطاء أيام أبي جعفرٍ المنصور ومالي شفيعٌ، فبقيتُ على الباب متحيّراً، وإذا أنا بجعفر الصادق عليه السلام، فقمت إليه، -فقلت له: جعلني الله فداك، أنا مولاك الشَّقراني، فرحَّبَ بي، وذكرتُ له حاجتي، فنزلَ ودخلَ، وخرج، وأعطاني من كمّه فصبّه في كمّي، ثم قال: “يا شقراني، إن الحَسَن من كلِّ أحدٍ حَسَنٌ، وإنّه منك أحسن لمكانك منّا، وإنّ القبيح من كلّ أحدٍ قبيح، وإنّه منك أقبح”28.
    -فالمفهوم من الرواية أن المقام الاجتماعي أو الديني، هو أحد أسباب شدّة قبح الذنوب، وأن فعل الخير والحسن، والطاعة التزاماً وتمسّكاً بالولاية، يترتّب عليه ثواب يتناسب مع هذا القرب والولاء والتمسُّك بهم، وهو ما عبَّرت عنه بعض الرِّوايات بعبارةِ “لمكانك منّ” أو “قربك منّ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى