” عصير الانتخابي ” الخطأ الذي وقعت فيه قناة العربية

يعرف المصريون جيدا الفارق بين الجد والهزل.. يدركون قيمة السخرية ولا يمكنهم أن يغضبوا منها، فهم أهل النكتة والسخرية، ولا يمكن أن يجاريهم أحد فيها أبدًا، ولذلك كان طبيعيا أن يبدو بالنسبة إليهم ما فعلته المذيعة اللبنانية «نيكول تنورى» سخيفًا ومملا وسمجًا، والأكثر من ذلك، موجها لأهداف سياسية.

هل يقارن الأرنب و السلحفاة في العدو و الركد فهذه القناة العربية _ السعودية _ نتقد الانتخابات التشريعية المصرية وذلك علي أساس إنها تعقد الإنتخابات بشكل مستمر وديموقراطي وهم أخر إنتخابات اجروها أيام الجاهلية وصدر الإسلام وذلك لمعرفة من سيقتل الرسول عليه الصلاة والسلام .

لا يمكن لأحد أن يقنعنا باستقلالية قناة «العربية» عن أهداف ومصالح مالكها الشيخ «وليد الإبراهيمى»، الذي ربما يعتقد أنه يمكن أن يكون مؤثرًا في الحياة السياسية المصرية، قد تستوقفنى وتقول وما علاقة وليد الإبراهيمى ببرنامج ساخر تقدمه واحدة من مذيعات القناة؟

وذلك يرجع الي تولي “فارس بن خزام ” يكفى أن تعرف أنه كان عضوًا في تنظيم القاعدة، وحتى تسيطر عليه الحكومة السعودية فعلت فيه ما يكتب عنه مجلدات هنا، لكن يكفى أن تعرف أنها كسرت عينه تماما، حتى تأدب وعاد عن أفكاره المتطرفة، وإذا أنكر ذلك أو تنكر له، فما عليه إلا أن يراجع ملفه السياسي، فهو يعرفه أكثر منا.

والقناة تأخذ موقفًا مريبًا يقف وراءه «فارس» ضد مصر وما يحدث فيها، يكفى أن تتابع ما تقدمه وأنت تدرك أن هناك عقدة ليست سياسية فقط، لكن نفسية أيضًا، في معالجاتها للشأن المصرى وذلك منذ نوفمبر2014.

لقد شارك المصريون في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية، وهم يدركون أن مستقبلهم يتحدد بمدى استقرارهم، هناك من يريد أن تتعطل السيارة كلية ولا تتقدم للأمام خطوة واحدة، هؤلاء يسخرون ممن شارك في الانتخابات، ويسخرون ممن اختارهم الشعب ليكونوا ممثلين له.

والسؤال هنا : هل يريد «وليد الإبراهيمى» أن يختار بنفسه النواب المصريين في البرلمان؟ فلماذا لا يطرح رؤيته في الانتخابات في بلاده؟ ولماذا لا يبدي برأيه في هذا. الذي يسوقه بلسان مذيعاته في قناته- في الحياة السياسية في المملكة؟

لا أريد من أحد أن ينزعج، أو أن يتعامل بجدية مع ما تفعله قناة «العربية»، أنصحه فقط وهو يجلس مع مذيعاته يلقنهن ما يقلنَهُ في حق مصر، أن ينظر إلى مصير قناة «الجزيرة»، لقد صنع المصريون منها قناة خردة، بعد أن تيقنوا أنها تعمل ضد مصر ومصالحها، في يوم وليلة يمكن أن تتحول قناة «العربية» بالنسبة إلى المصريين إلى كيان هش ضحل هزلى بلا قيمة، وساعتها سيخسر الإبراهيمى كثيرًا، وهو يعرف معنى خسارة المصريين.

وعليه أن يتذكر أن الملفات ما زالت مفتوحة ويوما ما ستقرأ علي الملأ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى