أعراض تكيس المبايض وطرق العلاج

إن الاكتشاف المبكر لأي مرض يصيب الإنسان هو نصف طريق العلاج، حيث إنه يحد من تطور الحالة وتفاقمها ويقي من المضاعفات، التي يصعب السيطرة عليها فيما بعد وتأخر من تأثير العلاج، وتكيس المبايض أحد الأمراض الخاصة بالجهاز التناسلي الأنثوي، التي غالباً ما تظهر لها بعض المؤشرات الواضحة في سن الخصوبة أو المراهقة، إلا أن الغالبية العظمى من الفتيات تتجاهلها، لتجني عواقب وخيمة بعد الزواج أبرزها تأخر الإنجاب.

ما هو تكيس المبايض؟

كل أنثى تمتلك مبيضين على جانبي الرحم وهما المسؤولان عن إنتاج الخلايا الجنسية (البويضات)، التي يتم إخصابها بعد الزواج ليتكون الجنين ويتم الحمل، معظم البويضات تتكون بشكل غير مكتمل داخل المبيض قبل ولادة الفتاة، وفي سن الخصوبة (من 15 إلى 40 عام) تنضج هذه البويضات، بحيث ينتج بويضة واحدة ناضجة جاهزة للتخصيب كل 28 يوم، بالتناوب بين المبيضات.

أما تكيس المبايض أو ما يعرف علمياً بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، فهو عبارة عن خلل هرموني يؤثر على العديد من أجزاء الجسم، أبرزها الجلد والشعر، الجهاز التناسلي، الدورة الدموية وصحة القلب، نمط التمثيل الغذائي، فالأمر ليس بسيط كما يعتقد البعض بل إنه ينطوي على مضاعفات صحية خطيرة، بحيث يظهر عند الفحص الطبي بالموجات فوق الصوتية، على هيئة عدة كيسات فوق المبيض تحتوي على سوائل ضارة، ينتج عنها خلل بإنتاج البويضات وجودتها.

أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات

هناك العديد من الأعراض والعلامات التي تشير إلى إصابة المرأة بتكيس المبيض، إلا أنها تختلف من حيث درجة الوضوح والشدة، من سيدة لأخرى وبحسب درجة تمكن التكيس من المبيض، تلك الأعراض تشمل الآتي.

  • المعاناة المستمرة من حب الشباب، رغم محاولات العلاج.
  • ظهور شعر كثيف بالوجه ولاسيما منطقة الذقن.
  • اضطرابات الدورة الشهرية، التي تصل حد انقطاع الطمث.
  • زيادة غير مبررة في الوزن، وبمعدل سريع.
  • ألم متقطع بمنطقة الحوض يزداد مع بداية الحيض.
  • ارتفاع مستوى السكر بالدم، وكذلك الكولسترول الجيد.
  • ضغط نفسي واضطرابات بسبب الخلل بالهرمونات.
  • جماع مؤلم بشكل غير طبيعي.
  • الانتفاخ والشعور بالامتلاء والتخمة.
  • الرغبة المتكررة في إفراغ المثانة.
  • الشعور بالغثيان والرغبة في القيء دون داعي.
  • تأخر الإنجاب، أو الإجهاض المتكرر في حال أمكن حدوث حمل.
تكيس المبايض
تكيس المبايض

درجات تكيس المبايض

إن علاج تكيس المبايض بطريقة فعالة يتطلب تشخيص دقيق وتحديد درجة التكيسات، حيث أن هناك ثلاث مستويات منها نذكرها على النحو التالي:

  • الدرجة البسيطة: وفيها تتم عملية التبويض بشكل منتظم، وقد يتم تلاشي التكييفات والشفاء منها دون تدخل طبي.
  • الدرجة المتوسطة: يكون هناك اضطرابات بالدورة الشهرية، إلا أن احتمال حدوث حمل بشكل طبيعي مازال موجود، ولكن نسبة خسارته وحدوث إجهاض تلقائي مرتفعة إلى حد كبير.
  • الدرجة الثالثة: يصل الخلل الهرموني إلى ذروته، ويصاحبه سمنة مفرطة، انقطاع الطمث، ضعف واضطرابات بالعديد من أجهزة الجسم.

ما هي طرق علاج تكيس المبايض؟

تخضع المريضة إلى فحص دقيق بواسطة الموجات فوق الصوتية، والتي تكشف عن خبايا الرحم ومنطقة الحوض، ثم يتم التأكد من الإصابة عن طريق إجراء اختبار دم، يحدد مستوى الهرمونات الأنثوية به، إذا كانت منخفض وهناك تطبيقات ظاهرة بالموجات فوق الصوتية، يضع الطبيب بروتوكول العلاج على النحو التالي.

نمط حياة صحي

إن الوصول إلى الوزن المثالي، وفقدان الوزن الذي سببه التكيس، هو أول الخطوات على طريق العلاج الصحيح، حيث إن إتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية، من شأنه تحسين عملية الإباضة وتنظيم الدورة الشهرية، فضلاً عن الحد من ارتفاع مستوى السكر، هذا التثبيت لأعراض تكيس المبايض قد يؤدي إلى الشفاء دون الحاجة إلى تناول عقاقير طبية.

أدوية علاج تكيس المبايض

يلجأ الأطباء إليها في الحالات الأولية للإصابة بالتكيس، بحيث تعمل على إعادة التوازن الطبيعي لمستويات الهرمونات، وتشمل الآتي.

  • أدوية منع الحمل: يمكن الاختيار بين وسائل منع الحمل المتعددة، فهي تنظم الدورة الشهرية، وتحد من نمو الشعر الغير مرغوب وحب الشباب.
  • عقار سبيرونولاكتون: غالباً ما يوصف للفتيات، فهو غير آمن عند الحمل أو التخطيط له، حيث يسبب تشوهات للاجنة، ماعدا ذلك فهو يخفض مستوى هرمون الذكورة “الاندروجين” المسبب بتكيس المبايض.
  • دواء ميتفورمين Metformin: وهو فعال في خفض الوزن، تنظيم السكر بالدم، ورفع حساسية الجسم للأنسولين.

علاج تكيس المبايض والحمل

يعيق الإصابة بهذا المرض حدوث الحمل في أغلب الأحيان، حتى وإن حدث فهو مهدد بالإجهاض ومصحوب بألم مبرح، وعادة ما يتبع أطباء الخصوبة بروتوكول علاج ثابت في هذه الحالة، ألا وهو  محاولات علاج التكيسات بالأدوية المختلفة أو على الأقل الحد من الأعراض، ثم استخدام عقاقير تنشيط التبويض لفترة معينة.

إن لم يجدي ذلك نفعا يتم اللجوء إلى استخدام المنظار كوسيلة للتخلص من التكيسات وتنشيط الرحم بشكل عام وزيادة معدلات الخصوبة، حيث ترتفع نسبة حدوث الحمل إلى الضعف تقريبا بعد استخدامه، وأخيراً فإن الحقن المجهري بين جدران مركز طبي متخصص، مثل مستشفى بداية  لعلاج العقم وأمراض الخصوبة وأطفال الأنابيب، هو الحل النهائي لهذه المشكلة، بحيث يتم سحب بويضة ناضجة من الأم وتخصيبها معمليًا في معامل طبية مجهزة بأحدث الأجهزة، ثم يتم غرسها بالرحم لتبدأ مراحل الحمل المعتادة.

مضاعفات متلازمة المبيض متعدد الكيسات

الخلل الهرموني الحادث عند الإصابة بتكيس المبايض، يؤثر بالسلب على مستوى الصحة الانجابية والصحة العامة، وتجاهل الأعراض بالرغم من تزايد حدتها، يعرض المريضة إلى مضاعفات خطيرة نذكرها فيما يلي:

  • العقم التام، نتيجة عدم وجود بويضة سليمة تصلح للإخصاب.
  • ارتفاع ضغط الدم والسكري الحملي، عند حدوث حمل في وجود تكيسات، ما يسبب التعرض لتسمم الحمل في كثير من الحالات.
  • الولادة المباشرة أو المبكرة.
  • الاضطرابات النفسية التي تصل حد الاكتئاب، نتيجة ضعف مستوى هرمونات الأنوثة.
  • السرطان الرحمي.
  • ارتفاع احتمالية الإصابة بالتهاب الكبد الدهني، نتيجة السمنة المفرطة.
  • صعوبة التنفس أثناء النوم (انقطاع النفس النومي).
  • النزيف المهبلي غير المبرر.
  • ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لدى السيدات اللواتي يعانين من تكيس المبايض عن غيرهن.

كيفية الوقاية من مرض تكيس المبايض

إن أسباب الإصابة بهذا المرض غير واضحة بشكل كافي، إلا أن العديد من الدراسات ربطت بينه وبين نقص المناعة، زيادة الوزن، نظام التغذية السيئ، خلل بوظائف الغدة النخامية فيزيد إفراز هرمونات الذكورة وتقل الهرمونات الأنثوية، فضلاً عن إمكانية الانتقال الوراثي، إلا إنه يمكنك أخذ بعض الاحتياطات التي تحد من معدل التعرض لهذا المرض، نذكر منها:

  • الإقلاع عن التدخين، وتقليل كمية الكافيين.
  • المحافظة على الوزن المثالي، أو على الأقل عدم الزيادة المفرطة.
  • المتابعة الدورية لمستويات السكر في الدم.
  • الرجوع إلى طبيب مختص فور ظهور عرض أو أكثر، من أعراض تكيس المبايض سالفة الذكر.

في النهاية لا تنسى أن الصحة كنز ثمين، لابد من المحافظة عليه جيدا، وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، يقيك الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، من بينها تكيس المبايض الذي يقف عائق في طريقك نحو تحقيق حلم الأمومة الذي يراودك منذ نعومة أظافرك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى