هي خطوة لم تكن في الحُسبان، أن تكون شخصًا طبيعيًا يُمارِس حياته على كافة المستويات الأسرية، العملية، ومحيط الأصدقاء والعائلة، وفجأة تتحول إلى شخص آخر مُشتت، يُعاني من صعوبة في التنفس، واضطرابات في الذاكرة، ويغيب عنه الإدراك، وتُصيبه نوبات الشك في مقتل، حتى كاد أن يصل إلى الجنون جراء تعاطيه الكبتاجون بداعي زيادة النشاط والحيوية، فهذا ملخص ما قاله (أ.ع) عن تجربته مع ادمان الكبتاجون، فماذا عن تجربته مع علاج ادمان الكبتاجون داخل مستشفى علاج ادمان.
تجربة وأعراض خادعة مع ادمان الكبتاجون
يقول المدمن المتعافي (أ.ع)، إنه في البداية تعامل مع حبوب الكبتاجون من باب التجربة بعد أن خدعه أحد أصدقائه بأن عقار الكبتاجون سيساعده على زيادة الطاقة والنشاط، ويرفع من قدراته الذهنية، وهو الأمر الذي سيعود عليه بتحقيق أفضل نتائج في عمله، مشيرًا إلى أنه أكد له أن الكبتاجون ليس إدمانًا، وأنه يتعاطى جرعاته بصورة يومية، كما أنه يساعده في العلاقة الحميمة مع زوجته بشكل رائع.
ويضيف: “أنه مع الاشتياق للكبتاجون، وفضول التجربة تناول (أ.ع) أول جرعة من الفينيثالين هيدروكلوريد الاسم التجاري للكبتاجون المنتمي لعائلة الأمفيتامينات، والمُنشِط للجهاز العصبي، شعر معه بالنشاط والحيوية، وفرط الحركة، وصاحبني اضطرابات النوم ونقص الشهية وانخفاض الوزن”، ويتابع: “في كل مرة كانت الجرعة تُشعرني بسعادة غامرة، وتناولت البني، أبو مقص، ولكزس، وغيرها من المسميات التي كانت تجذبني في كل مرة لتعاطي حبوب الكبتاجون (الخادعة) دون أن تراودني فكرة علاج ادمان الكبتاجون.
أضرار جسدية ونفسية مع ادمان الكبتاجون
ويستكمل المدمن المتعافي: “بعد فترة من التعاطي، ظهرت عليّ أعراض جسدية ونفسية، أخرت حياتي كثيرًا، فالصداع والدوخة والغثيان صاروا رفقائي، والروائح الكريهة لا تترك فمي، واصطكاك الأسنان نغص عليّ كل شي إلى جانب حك الأنف، والإمساك، والتعرق الشديد، والثرثرة التي كانت تلازمني عند التعامل مع المحيطين.
ويردف: “هذا ليس كل شيء، فأعراض أخرى جسدية ونفسية زارتني بعنف، ارتفاع في ضغط الدم، وزيادة في ضربات القلب، تشنجات، إلى أن دق الخطر باب حياتي بصعوبة في التنفس واضطرابات الدماغ والذاكرة، والهلاوس السمعية والبصرية، حتى كدت أن أصل للجنون”، مضيفًا: “وهنا خشيت أن ينتهي بي المطاف بعد حياة حافلة بالاستقرار والنجاحات في عملي، أن يكون إدمان الكبتاجون سببًا في مشكلات لا حصر لها، بعد أن خسرت الكثير من مميزات وظيفتي جراء العدوانية، والشك، والإهمال، وتكالب الديون، وغيرها من السلوكيات التي انعكست عليّ بالارتباك والتعب الشديد مع رغبتي في تعاطي المزيد من جرعات الكبتاجون”، لذا قررت خوض رحلة علاج ادمان الكبتاجون داخل مصحة علاج ادمان.
تجربتي مع علاج ادمان الكبتاجون
يقول (أ.ع)، إنه طلب من أسرته التواصل مع أفضل مستشفى علاج ادمان، للتخلص من آثار إدمان الكبتاجون، مستطردًا: “كانت تجربتي مع علاج ادمان الكبتاجون مليئة بالأحداث المثيرة، والتي شعرت خلالها بحالات من الانطفاء ثم التوهج والرغبة في العودة للحياة من جديد، وتحقيق استقرار أسري وأهداف على مستوى عملي، بعد أن خُضت التجربة كاملة”.
مراحل علاج ادمان الكبتاجون
يروي المدمن المتعافي، أنه بعد التحاقه بالبرنامج العلاجي داخل مستشفى علاج ادمان، بدأ المتخصصون معه بعمل فحوصات وتحاليل شاملة، للوقوف على مدى أضرار إدمان الكبتاجون الجسدية والنفسية، ثم خاض مرحلة سحب سموم المخدر من الجسم، التي تخللها بعض الأعراض الانسحابية، مثل الأرق، التوتر، نوبات التشنج، الضعف العام، وارتفاع ضغط الدم، والقيء والغثيان، مرورًا بالميول الانتحارية والاكتئاب، واصفًا أنه بحسب التشخيص كان في طريقه للتعرض لمضاعفات تعاطي الكبتاجون، والتي وضحها له الأطباء مثل الجلطات الدماغية، والاضطراب ثنائي القطب، مضيفًا: “أنه تناول عقاقير دوائية ومضادات الاكتئاب -باستشارة الطبيب المختص- خلال تلك المرحلة، مع برنامج غذائي صحي”.
ويُنهي (أ.ع) تجربته مع علاج ادمان الكبتاجون، بأنه التحق بعد ذلك ببرنامج إعادة التأهيل النفسي السلوكي، الذي غير أفكاره، سلوكياته، أنماطه، ودوافعه نحو السلوك الإدماني، من خلال الجلسات الفردية والجماعية، عبر متخصصين ومدربين محترفين، في أجواء فندقية تتسم بالراحة والخدمة الفائقة بالإضافة إلى ممارسة الرياضة واليوجا، وكذلك السباحة، والألعاب الترفيهية، مؤكدًا بأنه -شعر وكأنه في المنزل- بل وأكثر من ذلك بعد تعلمه آليات وأدوات جديدة ستساعده في إعادته لأسرته، حياته، وعمله بكفاءة ونُضج بدون تعاطي حبوب الكبتاجون، واِتباع توصيات برنامج المتابعة الخارجية لتفادي الانتكاسة، موجهًا نصائحه للشباب المدمن، قائلاً: ” تجربتي مع ادمان الكبتاجون تختلف كثيرًا عن تجربتي مع علاج ادمان الكبتاجون.. فالأولى كانت ألم والثانية كانت أمل”.