أهمية العمل في حياة المجتمع

جميعنا نعرف أهمية العمل وانه يحتل مكانةً مهمةً في الحياة، فهو الوسيلة التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يؤمِّن حياةً كريمةً له ولعائلته، دون أن يمدَّ يده إلى الغرباء ليطلب العون والمساعدة منهم، والعمل هو شرط استقرار الإنسان وخلال هذا الموضوع نتعرف على أهمية العمل في حياة المجتمع.

أهمية العمل في حياة المجتمع

أهمية العمل في حياة المجتمع
أهمية العمل في حياة المجتمع

في البداية العمل هو مجموعة من المهام المتجانسة التي يقوم بها شخص ما يُدعى موظف مقابل أجر، وقد يكون أداء هذه المهام على شكل دوام كامل أو دوام جزئي، ويُعتبر العمل بكافة أشكاله مُرهقاً نوعاً ما الا أنّ أهداف الشخص والطموحات التي يرغب بها تُساعده على الانضباط وتحمُل بيئة العمل، حيث إنّ العمل بلا أهداف مُحددة يكون أصعب، لذلك يجب تحديد الأهداف التي تُحفز على العمل.

ويُعتبر تماسك المجتمع وتقوية روابطه من أهمية العمل التي تُساهم في بناء المُجتمع وتطوره، حيث لا يقتصر ذلك على تقوية الروابط بل العمل وسيلة للمشاركة المدنية والفردية في بناء المجتمع، كما أنّ العمل وسيلة تنظيم المجتمع من خلال تنظيم حياة كل فرد يعمل وينعكس ذلك على مجتمعه، نتيجة لما سبق يُساهم العمل بشكل أساسي في رفع الاقتصاد وتحسين المستوى الاقتصادي للمجتمع بأكمله.

أهمية العمل في الإسلام

أهمية العمل في الإسلام
أهمية العمل في الإسلام

في الحقيقة جاء الدين الإسلامي وشعاره العمل، حيث قال عن أهمية العمل قال تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ» [التوبة: 105] وإنّ العمل من الأولويات التي اهتم بها الإسلام، ومن هنا رسم له ديننا الحنيف منهجاً متكاملاً، يقوم على مراعاة التوازن بين حقوق العمال، وحقوق أصحاب العمل على حد سواء والعمل هو الأساس في حياة البشرية وتقدمها، ولأجل ذلك كان نظام العمل من الأمور التي أولتها الحضارة الإسلامية رعاية واهتماماً، وذلك بمتابعة المستجدات حول هذا النظام، ومواكبتها بالأحكام والضوابط، والحرص على مراعاة احتياجات العمل وصاحب العمل.

ولقد كان من بوادر تنظيم العمل في الإسلام نظرة التكريم للعاملين، والدعوة الصريحة إلى العمل من أجل حياة كريمة، والأهم في هذه الدعوة أن يؤدي الطريق فيها إلى العمل الحلال من أجل الكسب الحلال الذي يؤدي إلى استقامة الحياة وهو يشمل كل جهد يقوم فيه الإنسان بتحقيق منفعة خاصة به، أو متعدية إلى غيره مقابل أجر يحصل عليه العامل.

وهذا الجهد يمكن أن يكون ذهنياً، أو يدوياً، أو بدنياً، أو غير ذلك سواء كان لشخص، أو لجهة عامة أو خاصة.

و أهمية العمل في مفهوم الإسلام نوعان: عمل للدنيا، وعمل للآخرة، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً» والإسلام أمر الناس بالسعي في طلب الرزق، قال تعالى: «هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً، فامشوا في مناكبها، وكلوا من رزقه وإليه النشور»، [ الملك:15].

ثم إنَّ الله تكفل للناس بالرزق، فقال تعالى: «وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ»، [الذاريات: 22-23].

وأهمية العمل في الإسلام فقد جاءت الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية بالحث على العمل الصالح مقترناً بالإيمان، قال تعالى: «الذين آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طوبى لهم وحسن مآب»، [الرعد:29]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان بلا عمل، ولا عمل بلا إيمان»، أخرجه الطبراني والإسلام لم يكتفِ بالدعوة إلى العمل، وبيان فضله، بل حذَّر من البطالة، والكسل، والتواكل، ولذا جاء الإسلام بالآداب ومكارم الأخلاق من أجل تربية الناس تربية إسلامية وتحليهم بالأخلاق الحسنة، وحثهم على العمل وعدم الكسل وسؤال الناس، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبلاً فيأخذ حزمة من حطب فيكف الله به وجهه خير من أن يسأل الناس أعطي أو منع»، (رواه البخاري ومسلم).

وقال صلى الله عليه وسلم: «من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو يستكثر»، (رواه مسلم).

ومن أقبح الموارد المعيشية في الإسلام الاعتماد على جهد الآخرين والتسوُّل من غير ضرورة، ولذلك فضل الإسلام المعطي على الآخذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمَنْ تعول»، (أخرجه الإمام أحمد والطبراني).

وعلى هذا فينبغي على الناس أنْ يقتنعوا بما قسم الله لهم من الرزق، فلا يكون حبُّ الترف وجمع المال سبباً مشروعاً في سؤال الناس. لأنَّ الله تعالى قسَّم الأرزاق بين الناس، وفضَّل بعضهم على بعض في الأرزاق لحكمة يعلمها،وعن أهمية العمل فقال تعالى: «أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ »، [الزخرف:32].

فوائد العمل التطوعي على الصحة النفسية

فوائد العمل التطوعي على الصحة النفسية
فوائد العمل التطوعي على الصحة النفسية

 

  • مشاركة الغير والعمل ضمن فريق

إن العمل التطوّعي إجمالاً يكون مبنياً على أسس العمل ضمن فريق أيّ أن لكلّ منهم مهام توكل إليه ويقوم بتنفيذها على أكمل وجه من الأجل الوصول إلى الهدف المشترك. فهذا الأمر يعزّز مشاركة المتطوّع بأفكاره ووقته وطاقته مع الفريق الذي ينتمي إليه ما يجعله يتخلّص من الأنانية والعمل بشكل منفرد.

  • تطوير الاستقرار العاطفي

إن العمل التطوّعي يساعد الإنسان على التخلّص من الاكتئاب، اضطرابات الإجهاد، انخفاض تقدير الذات، وحتى اضطراب الوسواس القهري وغيرها من الأمراض النفسية. فالاحتكاك المباشر مع الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة يجعل المتطوّع ينسى همومه ومشاكله ويراها صغيرة وغير مهمة أمام ما يكون الماس بأمسّ الحاجة إليه.

  • خبرات جديدة

إن العمل التطوّعي، في أيّ مجال كان، يعلّم الإنسان مهارات جديدة تعجز الكتب والجامعات عن تعليمه إيّاها. فهو يتعلّم كيفية التعامل مع كل الناس باختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستواهم العلمي، التخطيط لمشاريع مفيدة، التصرّف بالميزانية المتاحة بالإضافة إلى المثابرة والعمل للوصول إلى أهدافه. وبالإضافة إلى كلّ هذه الأمور، فهو يتقن تماماً كيفية المساعدة في المجال المتطوّع فيه مثلاً إذا كان ينتمي إلى فرق الإسعاف فهو سيتعلّم الإسعافات الأولية وغيرها من الأمور التي تساعد المريض الذي تعرّض لحادثٍ معيّن قبل الوصول إلى المستشفى.

  • تعزيز العلاقات الاجتماعية

أولاً وبفضل العمل التطوّعي، يبني المتطوّع شبكةً كبيرةً من الأصدقاء والعلاقات القويّة تجنّبه الشعور بالانعزال والوحدة بالإضافة إلى الخجل. وهذه الصداقات ليست عابرة أبداً ذلك لأنها مبنيةً على المحبّة والعطاء وتستمرّ لمدى الحياة كما انها تعزّز انتمائهم الاجتماعي وتماسكهم.

طرق الحصول على عمل جديد

طرق الحصول على عمل جديد
طرق الحصول على عمل جديد
  • كتابة السيرة الذاتية:

تؤدي السيرة الذاتية دوراً أساسياً في مساعدة الإنسان في الحصول على عملٍ جديدٍ ومناسب خلال فترة زمنيّة قياسيّة، لهذا يجب عليك أن تكتب سيرتك الذاتيّة بشكلٍ مفصَّل يتضمَّن أهم المعلومات التي تخص شخصيتك، وإمكاناتك المهنية، ويجب عليك أن تكون صادقاً أثناء كتابتها، وأن تنتبه إلى طريقة الشرح، والخط، وأن تكون خاليةً من الأخطاء الإملائيّة أو اللغوية.

  • تقييم الذات:

من الضروري أن تُقيّم ذاتك خلال مرحلة البحث عن عملٍ جديد لكي تتعرف على نقاط القوة والضعف في شخصيتك، وأن تبحث عن عملٍ يتناسب مع نقاط قوتك لكي تتمكن من تحقيق النجاح فيه.

  • تصميم ملف شخصي على الإنترنت:

بما أنّنا في عصر التكنولوجيا والمعلومات، يجب عليك أن تصمم ملف تعريفٍ شخصيٍّ خاصٍّ بك على الإنترنت وأن تعرض فيه كافة الخبرات الشخصيّة التي تمتلكها، والمهارات التي تتميز بها لكي يستطيع أصحاب العمل الاطلاع على هذهِ المعلومات عند الضرورة.

  • استثمار علاقاتك الاجتماعيّة:

يمكنك أن تستغل علاقاتك الاجتماعية بشكلٍ إيجابي عن طريق إجراء بعض الاتصالات مع الأصدقاء والمعارف لتسألهم إذا ما كانوا يعرفون وظيفةً شاغرةً يمكن أن تتقدم إليها.

  • المشاركة في الأعمال التطوعيّة:

أهمية العمل التطوعي أنه يتيح لك فرصةً مناسبةً للتعرف على أشخاصٍ جدد قد يساعدونك في الحصول على فرصة عملٍ جديدة، كما يتيح تعزيز مهاراتك في الاتصال والتحاور مع الآخرين مما يزيد فرصة قبولك في أي شركةٍ تتقدم إليها.

  • تحديد الأهداف:

لا يُمكن لأي إنسانٍ في هذا العالم أن يحقق أحلامه وطموحاته إلّا في حال قام بتحديد الأهداف الأساسيّة التي يسعى إليها في الحياة، لهذا قبل البدء بأي عملٍ جديد يجب عليك أن تحدد أهدافك وترسمها بشكلٍ دقيق ليسْهُل عليك تحقيقها في الوقت المناسب.

  • طلب الاستشارة:

في حال كنت تعاني من مشكلةٍ ما، لا تتردد في طلب الاستشارة من أحد الأشخاص المقربين منك والذين تثق بهم لكي يرشدك إلى الطريق الصحيح والعمل المناسب لك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى