مشكلة التغيرات المناخية أصبحت حديث العصر وكل دول العالم خاصة أنها تؤثر يشكل سلبي في شتى المجالات وبناء عليه كان لابد من الربط بين التغيرات المناخية والتنمية المستدامة والتحديات المستقبلية تابعونا للتفاصيل.
التغيرات المناخية والتنمية المستدامة والتحديات المستقبلية
إيمانا بأهمية التنمية المستدامة قد أطلقت الأمم المتحدة جدول أعمال التنمية المستدامة في عام 2015، مما يعكس الفهم المتزايد من قبل الدول الأعضاء بأن نموذج التنمية المستدام لهذه الأجيال والأجيال القادمة يوفر أفضل مسار للمضي قدمًا للحد من الفقر وتحسين حياة الناس في كل مكان في الوقت نفسه، وبدأ تغير المناخ في إحداث تأثير عميق على وعي البشرية. مع ذوبان القمم الجليدية القطبية، وارتفاع مستويات البحار العالمية، وتزايد ضراوة الظواهر الجوية الكارثية، ولا يوجد بلد في العالم في مأمن من آثار تغير المناخ.
سيساعد بناء اقتصاد عالمي أكثر استدامة على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسبب تغير المناخ. ولذلك، من الأهمية بمكان أن يفي المجتمع الدولي بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وكذلك أهداف خفض الانبعاثات المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 وإن التنمية المستدامة والعمل المناخي مرتبطان، وكلاهما ضروري لرفاهية البشرية في الحاضر والمستقبل.
دور البشر في التغيرات المناخية
الإنسان له دور حيوي في البيئة وهو السبب الأساسي في حدوث تغير للمناخ، حيث إن النشاط الإنساني عادة ما ينتج عنه تغير في الغلاف الجوي لكوكب الأرض، وبالتالي تكثر نسبة الغازات الدفيئة والغيوم وعند حرق الوقود الأحفوري، فإن كل ذلك يلعب دور في رفع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وعادة ما يؤثر النشاط البشري وكثرة الصناعات في الوقت الحالي على زيادة معدل الاحترار والذي يؤثر بالسلب على المناخ، ويمكن تلخيص دور النشاط البشري في تغير المناخ من خلال الأجزاء التالي ذكرها:
هناك بعض الأنشطة البشرية التي ينتج عنها تسرب العديد من الغازات الدفيئة الأساسية مثل ثاني أكسيد الكربون، الهلوكربون وأكسيد النيتروز.
ومع مرور الوقت تتصاعد وتتجمع تلك الغازات في طبقات الغلاف الجوي وتتراكم، ويجب القول أن زيادة الأنشطة الصناعية هي السبب في تزايد الغازات الدفيئة. حيث يمكن القول أن غاز ثاني أكسيد الكربون قد زاد نتيجة كثرة استعمال الوقود الأحفوري في عمليات النقل والبناء وصناعة الأسمنت، كما أنه ينبعث بسبب كثرة استخدام المكيفات الهوائية.
كما أن نسبة الهلوكروبن تتزايد أيضاً بسبب النشاط البشري وبعض العمليات الطبيعية بمعدلات بسيطة، وعند تصاعد هذه الغازات فعادة ما يحدث استنزاف في الجزء العلوي من طبقة الأوزون.
لكن مع التدخل الدولي لحماية طبقة الأوزون، قد تم تداول بعض القرارات التي ساعدت على خفض نسبة الهلوكربون في الجو.
حل مشكلة التغيرات المناخية
تشجيع الاتجاه للطاقات المتجددة في وسائل النقل
دعا الخبراء إلى تقديم حوافز مالية سخية لتشجيع المركبات عديمة الانبعاثات (تعمل بطاقة الهيدروجين أو الكهرباء)، وتشمل الإعفاء من ضريبة المبيعات ومواقف مجانية للسيارات في بعض الأماكن وقال الخبراء إن النرويج لديها تجربة رائدة في هذا المجال، أسفرت عن أن 60% تقريبا من السيارات الجديدة التي تم بيعها في مارس/آذار 2019، كانت تعمل بالطاقة الكهربائي وذلك من أجل حل مشكلة التغيرات المناخية والتي يؤثر عليها المركبات بالشكل المباشر.
زراعة المزيد من الأشجار
قال الخبراء إن غرس الأشجار له قدرة هائلة على التصدي لأزمة المناخ، فحسب الأبحاث الحديثة فإن 900 مليون هكتار من الغطاء الشجري الإضافي في جميع أنحاء العالم، يكفي لتخزين 25% من تجمع الكربون الحالي في الغلاف الجوي.
جعل سطح الأرض أكثر انعكاسا
ويقصد الخبراء بهذا الحل، استخدام تقنيات تعكس الطاقة الشمسية (ضوء الشمس) إلى الفضاء، وبالتالي تتعارض مع التسخين الكوكبي ويؤدي تغيير انعكاسية الأسطح، مثل استخدام أسقف بيضاء داكنة، إلى تقليل الحرارة الممتصة بشكل كبير، ويمكن أن يؤدي ذلك لتبريد المدن، ويمكن في إطار هذا الحل أيضاً، تغطية الطرق الإسفلتية بالحجر الجيري، وتشير الدراسات إلى أن هذه الطرق تخفف بشكل غير مباشر من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من خلال تقليل استخدام مكيفات الهواء.
تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى صخور
تنطوي عملية تمعدن الكربون على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى معادن كربونية، عن طريق محاكاة الطريقة التي يتم بها صنع الأصداف والحجر الجيري بشكل طبيعي وناقش الخبراء العديد من التقنيات، ومنها التقاط ثاني أكسيد الكربون من المنشآت الصناعية باستخدام البكتيريا، ثم استخدامه في إنتاج مواد بناء مفيدة كمنتج ثانوي.
التغيرات المناخية: ما الضرر الذي يلحقه بصحتنا؟
التغيرات المناخية من أسوأ ما يمر به العالم حاليا،وأثناء انعقاد مؤتمر باريس حول المناخ للبحث في حلول تحدَ من ظاهرة الإحتباس الحراري حول العالم،كان لا بدَ نتوقف قليلاً للبحث عن الأضرار الصحية التي قد تسبَبها التغيرات المناخية على الإنسان وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن تغيّر المناخ يوقع سونياً عشرات الآلاف من الوفيات جراء تغيّر أنماط الإصابة بالأمراض وظواهر الطقس القاسية مثل موجات الحر الشديد والفيضانات وتدهور نوعية الهواء وإمدادات الغذاء والماء.
وتشرح المنظمة على موقعها الإلكتروني، أن مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ الذي ينعقد في العاصمة الفرنسية باريس، يمثَل فرصةً هامة للوصول ليس فقط للحدَ من تغيّر المناخ وآثاره، ولكن أيضاً لحماية صحة الأجيال الحالية والمستقبلية وتشير التقديرات إلى أنه في عام 2012 قضى نحو 7 ملايين شخص جراء الإصابة بأمراض ناجمة عن تلوّث الهواء، ما يجعلها من أكبر المخاطر البيئية على الصحة في العالم.
ومن المتوقع أن يُسبَب تغير المناخ 250 ألف وفاة إضافية كل عام بسبب الملاريا والإسهال والإجهاد الحراري ونقص التغذية بين العامين 2030 و2050، وسيكون الأطفال والنساء والفقراء في البلدان المنخفضة الدخل أكثر الفئات ضعفاً وتضرراً بذلك، مؤدياً بالتالي إلى توسّع الفجوات الصحية.