بطولة غريبة تربك حسابات محبي كرة القدم

سقوط الكبار في أمم أفريقيا 

لم يكن يتوقع أحد عند انطلاق بطولة أمم أفريقيا في 13 من شهر يناير الجاري أن تشهد البطولة ذلك العدد الكبير من المفاجآت في جولتيها الأولى والثانية.

الأمر أربك حسابات محبي كرة القدم ومتابعيها، كما أربك أيضاً حسابات المراهنين على مواقع مراهنات عالمية متخصصة في رهانات عالم كرة القدم.

فبعدما نجح المنتخب الإيفواري في الفوز في المباراة الافتتاحية – كما كان متوقعاً – خسر المنتخب النيجيري نقطة هامة جداً أمام غينيا الاستوائية بالتعادل الإيجابي لهدف لكل منهما.

وما زاد من غرابة الأوضاع أن المنتخب المصري والذي كان يتوقع من نجومه الكثير والكثير في هذه البطولة صارع هو الآخر للحصول على نقطة تعادل وحيدة أمام المنتخب الموزمبيقي!

المنتخب المصري كان متأخراً حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة، وفي الوقت بدل من الضائع نجح المهاجم المصري مصطفى محمد في الحصول على ضربة جزاء سددها النجم المصري محمد صلاح ليهدي المنتخب نقطة التعادل.

وقبل أن يسدل الستار على الجولة الأولى، حقق منتخب الرأس الأخضر مفاجأة بانتزاعه الفوز من المنتخب الغاني بهدفين مقابل هدف واحد!

وفي هذه المرحلة، لم يكن مستغرباً أن يفقد المنتخب الكاميروني هو الآخر نقطتين بالتعادل أمام غينيا، وكذا لم يستغرب أحد تعادل المنتخب الجزائري أمام المنتخب الأنجولي بهدف لكل منهما!

ولم تشهد الجولة الأولى مزيد من المفاجآت باستثناء مفاجأة خسارة المنتخب التونسي أمام المنتخب الناميبي بهدف للا شيء.

تأزم موقف الفرق العربية

صدمة كبيرة شعر بها مشجعو الفرق العربية الكبرى – باستثناء المغرب الذي نجح في تقديم أداءاً مقنعاً في مباراته الأولى والفوز بثلاثة أهداف مقابل لا شيء – ولكنهم كانوا على قناعة بأن فرقهم سوف تعود في الجولة الثانية.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث بدأ المنتخب المصري الجولة الثانية بتعادل مخيب للآمال أمام المنتخب الغاني مع إصابة النجم المصري محمد صلاح!

تعادل المنتخب المصري لم يكن مقنعاً، وجاء بشق الأنفس، الأمر الذي يؤجل حسم صعود المنتخب المصري من دور المجموعات للجولة الثالثة.

وما زاد الجراح هو الانتصار الكبير الذي حققه منتخب الرأس الأخضر بثلاثية نظيفة ضد المنتخب الموزمبيقي. وبهذا، يحل منتخب الرأس الأخضر أولاً في المجموعة بستة نقاط، يليه المنتخب المصري بنقطتين، والمنتخبين الغاني والموزبيقي بنقطة واحدة.

صعود المنتخب المصري مرهون بالفوز في المباراة الثالثة على الخصم العنيد الرأس الأخضر، وفي حال تعادل المنتخب فهذا يمنح فرصة للمنتخبين الغاني أو الموزبيقي للصعود للدور الثاني.

كما لم يعد المنتخب التونسي هو الآخر، فقد نجح المنتخب المالي في انتزاع نقطة التعادل منه بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

وأخيراً، لم يتمكن المنتخب الجزائري من حسم اللقاء السهل نسبياً أمام بوركينا فاسو، حيث انتهت المباراة بهدفين لكل من الفريقين مما يؤجل حسم التأهل للجولة الثالثة!

احتمالات التأهل في الجولة الثالثة

حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يتمكن سوى منتخبي الرأس الأخضر والسنغال من حجز مقعديهما في الدور التالي، بينما تنتظر باقي الفرق الحسم في الجولة الثالثة.

كما ذكرنا يواجه المنتخب المصري منتخب الرأس الأخضر، الأمل الوحيد للمنتخب المصري هو لعب مباراة تاريخية يسجّل فيها الفوز على الفريق الذي يعتبره البعض الحصان الأسود في هذه البطولة.

مباراة يراها الكثير من المحللين صعبة للغاية، فكما ذكرنا، فريق الرأس الأخضر هو فريق من بين أثنين ضمنا التأهل للجولة التالية ويؤدي أداءاً مميزاً في هذه البطولة حتى الآن.

تعادل المنتخب المصري في هذه المباراة يمنح فرصة استثنائية للمنتخبين الغاني والموزمبيقي للتأهل في حال فوز أحدهما على الآخر.

أما المنتخب الجزائري، فوضعه أكثر تعقيداً. فالمنتخب الجزائري يجب عليه الفوز في مباراته القادمة أمام مورتانيا حتى يصل للنقطة الخامسة.

ومع ذلك، ففريقي أنجولا وبوركينا فاسو كلاهما يملك 4 نقاط في جعبته، وهذا يعني أنه في حال تعادل الفريقان في مباريتهما المقبلة سوف يتم الاحتكام لعدد الأهداف!

إذن، ففوز المنتخب الجزائري وحده لا يكفي ومن المفترض أن تركّز الكتيبة الخضراء على الفوز بأكبر عدد ممكن من الأهداف لتحسين فرص التأهل.

وضع المنتخب التونسي أيضاً هو وضع معقد بعض الشيء، فالمنتخب جمع نقطة واحدة فقط من مبارتين. بينما جمع المنتخب المالي 4 نقاط يحل بها أولاً في المجموعة الخامسة.

وسوف يتم اليوم إقامة مباراة بين فريقي ناميبينا وجنوب أفريقيا، الفريق الجنوب الأفريقي لعب مباراة واحدة لاقى فيها الهزيمة، إذن، فسوف يسعى للفوز على الفريق الناميبي في مباراة اليوم.

إذا نجح المنتخب الجنوب أفريقي في الفوز، سيكون وضع المنتخب التونسي محرجاً حيث سيحل أخيراً في مجموعته بنقطة واحدة، وإذا لم يتمكن المنتخب الجنوب أفريقي من الفوز، لن يسهّل هذا من مهمة أسود قرطاج حيث سيملك المنتخب الناميبي في هذه الحالة 6 نقاط يضمن بها التأهل للدور التالي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى