الراحمون يرحمهم الرحمن .. قصة مؤثرة

في الصباح الباكر كنت متوجهة إلي جامعتي فاستوقفني صوت صراخ لسيدة وعندما توجهت إلي مصدر الصوت أذ بي أري امرأة في العشرين من عمرها بثياب رثه ودموع منهمرة تجلس علي طرف الطريق محتضنه طفل في السادسة من عمره مصاب بجروح وخدوش في جسده ويبكي حتى كادت تنقطع أنفاسة.

توجهت إلي احد المارة الواقفين وهو شيخ المسجد المجاور لنا وسألته : تلك المرأة لماذا تبكي ولماذا ابنها بهذه الحالة

فأجابني : زوجها رجل فقير لا يقدر علي أعانتهم وفشل كثيرا في أيجاد مصدر للرزق فلم يجد أمامه إلا ابنه الصغير ليلقي به في الشارع تارة ليبيع المناديل والأقلام وتارة آخري ليجمع المحصول مع المزارعين وكلما فكر الطفل في اللعب ككل الأطفال في عمره انهال عليه الأب بالضرب حتى قرر الطفل أن يتخلص من حياته وصعد إلي اعلي البناية ثم قفز منها ولكن مشيئة الله وعنايته قامت بحمايته حيث عبرت احدي سيارات القمامة وسقط الطفل بداخلها.

انتابني في تلك اللحظة شعور بالعجز والمسؤولية فوقفت اعلي السلم الذي يتجمع حوله الناس بجانب المرأة وقلت لهم : هذا الطفل وهذه السيدة إذا ادرنا ظهورنا لهم واكتفينا فقط بالمواساة فسوف يتكرر ذالك المشهد كل يوم انت يا شيخنا قم بالتحدث مع الأب ومحاولة إرجاعه إلي طريق الصواب والحق .. وأنتي يا أمي احتفظي بطبق واحد من طعامك لهذا الطفل الفقير .. أخي الصغير عليك أن تشتري كراسه واحده وقلم لهذا الطفل لكي تعلم مثلك .

إذا قام كل منا بمراعاة الآخر ومساعدته فلن نحتاج إلي مجهود كبير أو مبلغ ضخم من المال فقط التكافل والمودة والتعاون يمكن أن نحقق بهم أصعب الأشياء .

ولا تنسوا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم، (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص) .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى