مجال الهواتف الذكية يشهد ازدهارًا في مصر – ما العوامل الرئيسية وراء هذا النمو؟

حقق استخدام الهواتف الذكية في مصر ارتفاعًا أكثر من الضعف منذ عام 2013 حيث أظهرت الإحصاءات في ذلك الوقت وجود 12.6 مليون مستخدم في الدولة وارتفع هذا الرقم إلى 27.9 بحلول عام 2019. يُمثّل هذا الرقم نسبة صغيرة من مستخدمي الهواتف الذكية مع اعتبار التعداد السكاني الذي يزيد عن 100 مليون شخص.

يوضّح ذلك مدى الاستفادة الكبيرة التي يمكن لشركات الهواتف الذكية تحقيقها من هذه البيئة السوقية الخصبة ومن المرجح حدوث تصارع على الاستحواذ بين الشركات الكبيرة في هذا المجال على مدار السنوات العشرة القادمة.

ما أسباب هذا النمو السريع في استخدام الهواتف الذكية؟

تعتبر عمليات تحسين البنية التحتية لشبكات الإنترنت أحد العوامل الرئيسية لنمو استخدام الهواتف الذكية في مصر بجانب أسواق أخرى في طور النمو. في الوقت الحالي، تمكنت الدولة من تمكين وصول حوالي 54% من التعداد السكاني إلى شبكة الإنترنت وتزداد هذه النسبة بوتيرة مذهلة. ازدادت نسبة استخدام شبكة الإنترنت بمعدل 10% تقريبًا بين عامي 2019 و 2020 فحسب.

يحتاج الأشخاص المقيمين في الدولة إلى امتلاك طرق مختلفة للوصول إلى شبكة الإنترنت نظرًا لإتاحة شبكة الإنترنت على نطاق أوسع خلال وقتنا هذا. تعتبر الهواتف الذكية إحدى الطرق السهلة ذات التكلفة المعقولة للوصول إلى شبكة الإنترنت، ومن الواضح أن أنواع الأجهزة الأحدث والأكثر تطورًا أبعد ما تكون عن نطاق أسعار الكثير من الأشخاص. ومع ذلك، أدّى التطور المستمر في هذا المجال وإصدار أنواع أحدث سنويًا إلى انخفاض أسعار الأنواع الأقدم مما جعلها متاحة بأسعار أرخص بكثير.

سمحت الهواتف الذكية للمستخدمين بالوصول إلى شبكة الإنترنت منذ نشأتها ولذلك يمكن لأي شخص يمتلك أي نوع من أنواع الهواتف الذكية الوصول إلى شبكة الإنترنت بكل بساطة. يمكن شراء هذه الأنواع القديمة بما يقرب من 100$ في وقتنا الحالي مما يعني قدرة معظم الأشخاص على دفع ثمن هذه الأنواع من الأجهزة.

ما أغراض استخدام الأشخاص للهواتف الذكية؟

لا ترجع أسباب النمو السريع لاستخدام الهواتف الذكية في مصر بصورة حصرية إلى انتشار شبكات الإنترنت والقدرة على دفع ثمن هذه الأنواع من الأجهزة. لن يرغب الأشخاص بامتلاك هذه الأجهزة في حالة عدم وجود أشياء ترفيهية وممتعة يمكن ممارستها من خلال استخدامها. أحد الأغراض الرئيسية لاستخدام الأشخاص شبكة الإنترنت هو المراهنات الإلكترونية. وفقًا للتقارير، تمتلك مصر أكبر نصيب من سوق المراهنات بين كل الدول العربية. تعمل الكازينوهات الإلكترونية على جذب انتباه اللاعبين في الدولة عبر تقديم عروض ترحيبية مع إتاحة العديد من الخيارات.

تحتاج ألعاب الهواتف الأخرى أيضًا وجود اتصال بشبكة الإنترنت ولذلك يحتاج الشعب المصري إلى شبكة الإنترنت لممارسة هذه الألعاب. بعض أشهر الألعاب الرائجة في الدولة هي لعبة PUBG Mobile ولعبة Lords Mobile: Kingdom .Wars تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا أحد العوامل المؤثرة الرئيسية. أشارت التقارير إلى وجود 42 مليون مستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي في الدولة في شهر يناير 2020، ويزداد هذا الرقم بصورة كبيرة أيضًا حيث حقق زيادة قدرها 7.3% بين عامي 2019 و 2020.

ما هي الشركات الرئيسية في المنطقة؟

نظرًا للنمو الذي يحققه سوق الهواتف الذكية في مصر، تتهافت أكبر الشركات العالمية للاستحواذ على حصة سوقية في هذا المجال. تستحوذ شركة سامسونج حاليًا على حصة سوقية قدرها 23.3%، ولكن تقوم شركة أبل التي تنافسها بحدة على المدى الطويل بالاستحواذ تدريجيًا على الحصة السوقية الأكبر في الدولة.

حققت مبيعات هواتف أيفون نسبة 23.1% في بداية عام 2021 وقد تتمكن شركة أبل، مع الأخذ في الاعتبار مسار عملها الحالي، من تخطي شركة سامسونج قريبًا. تعتبر شركة هواوي في المركز الثالث ضمن أكبر الشركات الموجودة بحصة سوقية قدرها 17.83%. إحدى الشركات التي يجب الحذر منها هي شركة ريلمي حيث استحوذت بالفعل على حصة سوقية أكبر من 4% على الرغم من دخولها السوق في عام 2020 فقط.

تشير المنافسة المحتدة بين شركات الهواتف الذكية في مصر إلى مدى نمو وتطور السوق في الدولة وسعي كل شركة إلى السيطرة على السوق وتحقيق أكبر قدر من الأرباح. تدل حقيقة الزيادة الكبيرة المتوقعة لعدد مستخدمي شبكة الإنترنت خلال الفترات القادمة على ارتفاع معدلات شراء الهواتف الذكية في الدولة خلال السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى