النمل هو من الحشرات التي يستهان بها و يضرب بها المثل بأنها ضعيفة و لا تملك من القوة شيء و يمكن القضاء عليها بكل سهولة، إلا أن هذه الحشرة يوجد وراءها الكثير من الأسرار التي لو عرفناها لغيرت مفهوم الضعف الذي نعتقده تجاهها للعكس تماما فالنمل تتكون من مجتمعات مثالية منظمة تخضع لنظام و سياسة محددة تجعل منها مثالا يحتذي به الانسان بل و يطبقها في حياته لتتحول حياته أي الانسان أكثر نظاما و اسقرارا مما هي عليه، النمل و بناء على العديد من الدراسات العلمية التي اجريت عليه يمتلك عقلا معقدا جدا مقارنة بالحشرات الاخرى و أثبتت الصور التي أخذت لرؤوس النمل و أدمغتها بأجهزة متطورة بأن النمل لديه قدرة رهيبة على التفكير و التفاهم فيما بينهم عن طريق افراز روائح متنوعة كطريقة للتواصل بعضهم ببعض.
و من عظمة النمل أن ذكره المولى عز و جل في كتابه الكريم في سورة النمل و ذكرت هذه السورة الكثير من أسرار و إعجاز هذه الحشرة منها أن للنمل مقدرة على التكلم في الآية الكريمة التي جاء فيها حوار ما بين سيدنا سليمان و النمل و هي ( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) 18 – 19.. الشيء الذي أثبته العلم و الدراسات الحديثة في زمننا الحالي بأنه فعلا أن النمل لديه لغة يتكلم بها.