في زمن غاب فيه الإعتكاف الحقيقي في سبيل الله و انتشر الإنشغال في الأشياء المادية فكل منا اصبح معتكفاً مع هاتفه و يؤدي صلواته مع جهاز الكمبيوتر و الجميع اصبح منشغلاً في حصد المال و الجري وراء الدنيا و لكننا سنشرح لكم ماهية و فضل الإعتكاف في العشرة الأواخر من شهر رمضان الكريم، العشرة المزينة بليلة القدر و نزول القراَن الكريم فكما يُقال بلغة السوق إنه “اوكازيون” حسنات للجميع و “اوكازيون للمغفرة من الله عز و جل فالرسول صلي الله عليه و سلم اوصي بالإعتكاف و كان دائماً مواظباً علي الإعتكاف في العشرة الأواخر من شهر رمضان.
معني الإعتكاف :
اصطلحوا العلماء معني الإعتكاف بانه لزوم المسجد في سبب واحد و هو طاعة الله عز و جل و هو كما قال العلماء انه امر مستحب و في الحديث عن الإعتكاف قال الزهري رحمه الله “عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف و ما تركه رسول الله صلي الله عليه و سلم” فأن الإعتكاف هو راحة للبدن و هدوء للعقل و جميع المسلمين يحتاجون كثيراً لراحة البدن و هدوء العقل ، ففي قواعد الطب الإسلامي قال ابو بكر الرازي ان المشاكل النفسية تؤدي الي المشاكل العضوية، فلابد ان يبحث المسلمون علي راحة و هدوء العقل لينعموا بحياة جميلة تتسم برضاء الله فأكثر ما يجعل القلب متسخاً مليئا بالشوائب هي الملهيات و اكثر ما يجعل القلب متزناً هو التقرب من الله عز و جل و ليس لديك عزيزي القارئ روشته ربانية للتقرب من الله اكثر من فرصة الإعتكاف في العشرة الأواخر من شهر رمضان الكريم.
اقسام الإعتكاف :
واجب : وهو واجب علي كل من نذر نذراً ان يعتكف و بذلك عليه ان يوفيه كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه ) فحتماً ولابد ان يوفي الناذر النذر الذي قام بنذره.
مندوب : وهي السنة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وهي الإعتكاف العادي والطبيعي في العشرة الأواخر من شهر رمضان وهي سنة مؤكدة عن رسول الله.