كابتن مصر: قصة مقتبسة من 9 أفلام “للضحك وبس”

«كابتن مصر» أحد أفلام موسم «شم النسيم»، الذى يعتبر الفيلم السادس لمحمد عادل إمام، والبطولة الثانية بعد فيلمه «البيه رومانسى»، وقد يكون «كابتن مصر» تميمة حظه بعد تحقيقه لإيرادات تجاوزت 3 ملايين جنيه، خلال ستة أيام، وتراوحت إيراداته بين 400 و800 ألف جنيه يومياً. «كابتن مصر» فيلم يبدو للوهلة الأولى مقتبساً، ولكن مؤلف الفيلم عمر طاهر ومخرجه معتز التونى، يحاكيان فيلم «الحرب العالمية الثالثة»، الذى أشار صناعه للتشابه بينه وبين فيلم «ليلة فى المتحف» لبن ستيلر فى تتر البداية، ولكن فيلم «كابتن مصر» تضمن تتره إشارة إلى اقتباس العمل من 9 أفلام دفعة واحدة، الفيلم بطولة محمد إمام وعلى ربيع، وإدوارد، وأحمد فتحى، ومحمد سلام، وبيومى فؤاد، وحسن حسنى، ويعرض فى ٧٠ شاشة عرض.

تدور الأحداث حول لاعب كرة قدم مكافح، يطمح فى اللعب لأحد الأندية الكبيرة، وبالفعل ينجح فى هذا ويصبح هدافاً مشهوراً، وهو ما يدفع إدارة النادى لمنحه سيارة جديدة مكافأة على مجهوداته، ولكن حظه السيئ يجعله يصدم أمين شرطة، أثناء قيادة سيارته الجديدة فى الشارع، فيصاب أمين الشرطة بعاهة مستديمة، يمثل اللاعب أمام القضاء قبل أن يدخل السجن، لتنفيذ عقوبة بالحبس 3 سنوات، وبعد دخول اللاعب السجن، يتعرف على 4 سجناء، فيفكر فى تكوين فريق لكرة القدم داخل السجن، ويبدأ فى ممارسة هوايته مستعيناً بالسجناء.

الكاتب عمر طاهر مؤلف الفيلم قال لـ«الوطن»: «بدأت كتابة فكرة العمل قبل عامين، وهو مقتبس من عدة أفلام سينمائية، وهو ما قصدته بالضبط، لأن تيمة السجن وكرة القدم، استخدمت فى أربعة أفلام ذكرت أسماءها فى التتر للحفاظ على مصداقية العمل».

محمد إمام وعلى ربيع فى مشهد من الفيلم

وأضاف «عمر»: «موضوع الفيلم بسيط والهدف منه إضحاك الجمهور، والاستمتاع بالكوميديا، وبمجرد طرحه فى دور العرض السينمائى، حقق الفيلم نجاحاً كبيراً فى أول أيام عرضه، وخلق حالة مختلفة من البهجة توقعت أن يحققها بمجرد عرضه».

وتحدث «طاهر» عن اختيار أبطال الفيلم قال: «فى البداية عقدنا جلسة مطولة، بينى وبين المخرج معتز التونى، للتفكير فى اسم بطل الفيلم، وكانت لدينا خيارات عديدة وفى النهاية وقع الاختيار على محمد عادل إمام، وبمجرد موافقته على العمل بدأنا اختيار باقى أبطال الفيلم».

وعن اعتماد أغلب مشاهد الفيلم على ديكور السجن، قال: «قصة الفيلم هى التى فرضت زيادة مشاهد السجن، بالإضافة إلى أننى عملت على كل الشخصيات، حتى يظهر العمل كبطولة جماعية، فجميع الشخصيات فى (كابتن مصر) أبطال، وكل شخصية لها شكل وطموح مختلف، والمشكلات التى تتعرض لها الشخصيات متفاوتة، وتحمل أفكاراً متباينة وهو ما يمنح البطولة لكل شخصية».

وتابع «طاهر»: «الأحداث فى السجن واقعية، والعلاقات بين المساجين بديهيه، لأن كلاً منهم يتعرف على الآخر فى عنبر واحد، ويتقاربون لأنهم فى سن قريبة، وبينهم لغة مشتركة تجمعهم للسير فى نفس الاتجاه».

ومن أبطال العمل تحدث أحمد فتحى قائلاً: «عندما عرض علىّ السيناريو، أعجبت بطريقة الكتابة وسرد الشخصيات، وهو ما يحسب لمؤلف الفيلم عمر طاهر، وأجسد فى الفيلم شخصية شاب صعيدى يدعى (الشناوى)، وهو تعبير عن نموذج صارخ لأهل الصعيد، فهو شاب يحمل على عاتقه الأخذ بالثأر من أحد أبناء قريته بعد مقتل والده، ويحاول جاهداً أن يحقق ذلك، ولكنه يفشل فى قتل غريمه فى كل مرة، وفى المرة الأخيرة ينجح (الشناوى) فى إصابة الشخص الذى قتل والده، لكن الإصابة لا تؤدى لوفاته ليدخل السجن بتهمة الشروع فى القتل، ويتعرف (الشناوى) على شلة مكونة من خمسة أصدقاء داخل السجن، ويدخل معهم فريق كرة القدم، ويتدربون فى مكان خارج السجن لخوض مباراتهم، بعدها يخططون للهرب من السجن، وبالفعل ينجح كل منهم فى الهرب منفرداً، ويذهب كل منهم لتحقيق هدفه، ولكن بعد فترة يذهب اللاعب الذى يجسد شخصيته محمد إمام للبحث عن باقى رفاقه فى السجن، ويجمعهم ليقنعهم بالعودة للسجن مرة أخرى، لقضاء باقى فترة العقوبة المقررة عليهم، ليستكملوا حلمهم الذى اجتمعوا عليه داخل السجن وهو خوض المباراة، وبالفعل يعود السجناء الهاربون للسجن مرة أخرى، ويستكملون تدريباتهم، ويخوضون مباراتهم مع فريق منافس من سجن آخر».

مشهد من فيلم «كابتن مصر»

وأشار «فتحى» إلى أن عودة الأصدقاء الخمسة للسجن، تأتى بعد ندم كل منهم على ما فعله فى حياته، وقرارهم بالعودة للسجن كان نابعاً من قناعتهم بأن قضاء العقوبة هى الخطوة الأولى لمحو ما اقترفوه من أخطاء.

«أنا زير نساء»، وصف بها الكوميديان بيومى فؤاد دوره فى فيلم «كابتن مصر»، حيث قال: «أجسد فى الفيلم شخصية مختلفة تحمل قدراً كبيراً من الكوميديا، فأنا أقوم بدور طبيب أمراض نساء عاشق للسيدات، وهو ما يجعله يتزوج من أربع سيدات إرضاءً لهذا العشق، ورغم احتفاظه بزوجاته فإنه يغرم بفتاة أخرى تدعى (هبة)، ويحاول بكل طريقة أن يتزوجها، وبالفعل يوشك على إتمام الزواج، ولكن إحدى زوجاته تكتشف الأمر فتقوم بإبلاغ الشرطة، التى تلقى القبض عليه، ويجرى التحقيق معه قبل أن يحال للمحكمة التى تحكم عليه بالسجن بتهمة تعدد الزوجات».

وأضاف «فؤاد»: «الطريف فى الشخصية، هو أن الطبيب العاشق يبقى على حبه للفتاة التى حاول الزواج منها، ودخل السجن بسببها، وطوال الأحداث يبدى غرامه بهذه الفتاة، ويتذكر أن حظه السيئ جعل إلقاء الشرطة القبض عليه فى يوم عقد قرانه، ليدخل السجن بعدها بتهمة تعدد الزوجات، وهى شخصية تتمتع بخفة الظل خاصة بين رفاقها فى السجن».

وتابع «فؤاد»: «بعد دخولى السجن ولقائى بزملائى، تبدأ أبعاد الشخصية فى الظهور، وتتكشف ملامحها من خلال مواقف كوميدية، لأن كل شخص من المساجين، يتحدث عن نفسه ويروى قصة دخوله السجن، والأسباب التى دفعته لارتكاب جريمته، وتتطور الأحداث وتسيطر على زملاء السجن فكرة الهروب، خاصة أن الالتحاق بتدريبات فريق كرة القدم، الذى يؤسسه محمد عادل إمام، تجرى فى مكان خاص خارج السجن، وبالفعل يستطيع رفاق الزنزانة الهروب من السجن، ويسعى كل فرد من الهاربين لتحقيق أحلامه الخاصة، ولكن بعد نجاحهم فى الهرب يتجمعون مرة أخرى بواسطة لاعب كرة القدم، الذى يجسد دوره محمد إمام، الذى يبدأ فى توجيه النصيحة للهاربين، بأن يتركوا أخطاءهم السابقة خلف ظهورهم، ويعودوا للسجن مرة أخرى لقضاء باقى عقوباتهم، وبالفعل يسلم الهاربون أنفسهم للسجن، ويعودون للتدريبات لخوض مباراة كرة القدم مع فريق منافس من سجن آخر ليحققوا الفوز فى النهاية».

أكدت الفنانة هالة فاخر سعادتها بتجربتها فى «كابتن مصر»، بالرغم من مشاركتها فى العمل كضيفة شرف، حيث تقدم شخصية والدة محمد إمام داخل العمل، مؤكدة أنها تجربة شبابية مميزة ومختلفة عما قدمته فى السينما من قبل.

وقالت «هالة» لـ«الوطن»: «أرى أن الفنان الحقيقى لا ينبغى أن يهتم بمساحة الأدوار، بل ينحاز للعمل الجيد والمختلف قبل أى شىء».

وأضافت: «بالرغم من تكرار تيمة كرة القدم فى أكثر من فيلم فى ذاكرة السينما، فإن عمر طاهر قدمها بشكل يختلف عن أى فيلم آخر، ويعد ذلك إضافة له، وأرى أن مؤلف العمل اجتهد كثيراً فى إظهار كل شخصية فى إطار كوميدى، بالإضافة إلى أن المخرج معتز التونى شاطر ومجتهد، ونجح فى أن يجعل كل ممثل يظهر بشكل مختلف ومميز، وأرى أن التجربة ككل من المحاولات الجادة فى السينما الشبابية مؤخراً».

ومن جانبه عبر المخرج معتز التونى عن سعادته البالغة بالنجاح الذى حققه فيلم «كابتن مصر» فى أول أيام عرضه بقاعات السينما المصرية تزامناً مع أعياد الربيع، محققاً إيرادات تجاوزت حاجز الـ3 ملايين جنيه، ويرى «التونى» أن عامل الوقت كان مناسباً ولعب دوراً إيجابياً فى نجاح الفيلم، وفيما يتعلق بفكرة الفيلم قال «التونى»: «بدأت مع الكاتب عمر طاهر فى العمل على فكرة الفيلم منذ سنتين، وبالرغم من أن الفيلم مقتبس من فيلم أجنبى فإن عمر طاهر نجح فى تطوير الفكرة وتغييرها بشكل كبير بشكل يتناسب مع طبيعة السينما المصرية، وتختلف أيضاً مع «تيمة» لاعبى كرة القدم التى قدمتها السينما فى فترة معينة بعد وضعها فى إطار كوميدى فريد، وبمجرد عرضها على المنتج أحمد البدوى تحمس لها ووافق على تنفيذها».

وتابع: «لم يعد الجمهور يستمتع بالعمل القائم على نجم واحد، لذلك حرصنا على تقديم الفيلم فى إطار البطولة الجماعية، مما يخلق ثراء لدى المشاهد فهو يبحث عن أكثر من تركيبة وأكثر من بطل داخل العمل الواحد، بعد تغير طبيعة جمهور السينما فى السنوات الماضية، التحدى فى أن تقدم فيلماً كوميدياً يضم مزيجاً مختلفاً من مدارس الكوميديا بأنواعها، مما يجعل المشاهد يحصل من كل ممثل على ما يرضيه ويسعده».

وبالرغم من أن على ربيع ممثل مبتدئ فإنه استطاع خلال الفترة الماضية أن يثبت نفسه على الساحة الفنية بأداء متميز، وفرض نفسه كممثل كوميدى صاعد، كان دوره فى الفيلم صغيراً وفقاً لما قاله التونى: «محمد عادل إمام وراء ترشيح على ربيع فى الفيلم، فكان من المقرر أن يؤدى مشهداً واحداً داخل الفيلم، ولكن عندما بدأ بالعمل اقتنعت به كثيراً بالرغم من أننى لست من متابعى (تياترو مصر)، ولكن وجدت ممثلاً متميزاً فبدأت العمل مرة أخرى على الورق مع عمر طاهر وإعادة كتابة شخصية ربيع داخل العمل، وحرصنا على أن تكون كل مشاهد الفيلم تجمع كل الأبطال».

وفى الوقت الذى تعانى فيه السينما من أزمة فى تنوع الأعمال المقدمة فتعتمد على «تيمة» أو موضوع واحد باختلاف تفاصيل طفيفة، قال مخرج فيلم «كابتن مصر»: «حرصت على أن أقدم عملاً يحترم عقول الناس بعيداً عن الابتذال وخدش الحياء، فاعتمدنا على أن نقدم فيلماً ناجحاً بتركيبة جديدة ومختلفة بمقادير محددة، منها أن جميع أبطال العمل من الرجال، وبالرغم من أنها مغامرة بالنسبة لأى منتج فإن نجاح الفيلم كسر جميع التوقعات، ولم نعتمد على بطلة أو راقصة أو حتى أغنية شعبية للدعاية للفيلم».

وتمنى «معتز» خلال حديثه لـ«الوطن»، أن تتخلى السينما عما تقدمه من أفلام تروج لموضوعات غريبة وتتناولها بطرق أغرب، وأن تعود لتقديم الأفلام الصالحة لجميع أفراد الأسرة، لأن الفيلم الجيد يفرض نفسه مهما كانت درجة اختلافه عن المعتاد الذى يقدم فى دور العرض.

الكوميديا وعمل جيد يسعد أفراد الأسرة، لم تكن جميعها الأغراض التى تقبع فى نفس الكاتب، ليوضح «الحلم والإرادة هما المحرك الأساسى لأى إنسان، هما الغرض الخفى وراء الفيلم لأن أى إنسان يستطيع أن يكون جزءاً فعالاً فى المجتمع، طالما امتلك الحلم والإرادة لتحقيق حلمه مهما كانت ظروفه أو ما مر عليه من تحديات وظروف صعبة، وهو ما كان بارزاً داخل أحداث الفيلم عندما هرب السجناء لتحقيق حلمهم والعودة مرة أخرى للسجن».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى