سفينة الأبحاث الأمريكية القلاّبة.. سفينة أبحاث من نوعٍ آخر !

لم تتوقف صناعة الأدوات البحثية عند ألآت تقليدية فحسب، بل يوجد هناك دائماً مُطوّرون لتلك الأدوات، مهمتهم هي إيجاد آلات جديدة كلياً، وغريبة أحياناً كثيرة لتنفيذ نفس المُهمة البحثية. هذا الأمر؛ مُنطبق على سفينة البحث الأمريكية المُسماه السفينة القلاّبة، أو منصة ألآت عائمة. دعونا نتعرف عليها.

تاريخها

تُسمى ” السفينة القَلاّبة – Floating Instrument Platform”، أو إختصاراً “Ship  FLIP “. في البداية؛ كانت عبارة عن مَنَصّة بحرية ثابتة لدراسة سلوك الموجات الصوتية تحت الماء.

صورة قديمة قبل تعديلها
صورة قديمة قبل تعديلها

و في أوائل العام 1960 م؛ قامت الشركة الهندسية للإخوة جندرسون بتعديلها، و إنشائها. كان أصحاب الفكرة؛ هما العَالِمان ” ريد فيشر و فريد إسبيس”، حيث كانت الفكرة تتمحور حول؛ حول إنشاء سفينة أبحاث ذات مميزات خاصة تؤهلها للعمل، و البحث بدقةٍ أكبر من السفن التقليدية؛ للحصول على نتائج دقيقة لدراسات المُسطحات المائية، و الطقس.

تم تمويلها من مكتب البحث البحري الخاص بالولايات المتحدة، وهي المؤسسة التي تملُك السفينة حتى الآن، و تُديرها مؤسسة سكريبس لعلوم المحيطات في كاليفورنيا. في عام 1995 م، قامت الشركة بتجديدها وإضافة تعديلات جديدة عليها.

مهمتها

تُستخدم في جمع معلومات الطقس، و الأبحاث البحرية. مثل عمليات مُراقبة الطقس، و المحيط، و تأثير الطقس في المحيطات، وارتفاع الأمواج، و الإشارات البحرية، و درجة حرارة المياه، و كثافتها. 

تركيبها و آلية عملها

صورة توضيحية لتركيبها و آلية عملها

ما يُميزيها؛ هو تركيبها المُصمم باحترافية بالغة لتناسب العمل بوضعين مختلفين “رأسي، و أفقي”؛ في المحيطات بدرجة ميلان 90 درجة. طولها الكُلّي حوالي 355 قدم، و عرضها 26 قدم. أما و وزنها في الوضع الرأسي يساوي 700 طناً، يتم تثبيتها بواسطة 3 مرساة تمتلكها إذا استدعى الأمر ذلك.

تستطيع العمل جيداً في المياه العميقة، والمياه الضحلة بحيث لا يقل عمق المياه عن 300 قدم، و حتى حين يصل ارتفاع موج البحر لـ 80 قدم.

تم تجهيزها من الداخل لتلك المهمة جيداً، فأصبحت معظم الأجزاء الثابتة فيها مُكررة؛ أحدهما بوضع رأسي، و الآخر أفقي. يتيح ذلك للطاقم العامل فيها و البالغ عددهم 11 فرداً؛ سهولة التنقل و العمل حين تقليبها. فتعمل الأجزاء المتواجدة وفق الوضعية المُستخدمة.

بعض الأجزاء المُثبتة يتم صنعها في وضعين مختلفين
بعض الأجزاء المُثبتة يتم صنعها في وضعين مختلفين

الأَسِرِّة، و الحمامات، و المواقد فيها؛ جميعها مُثبتة على محور حركي يدور بدرجة ميلان 90 درجة. فحين تنقلب السفينة، يتحركوا جميعهم تلقائياً معها بسهولة.

ليس لها محركات، لكنها مزودة بمولدين كهرابيين إثنين للطاقة؛ يعملان بالوقود سعة أحدهما 150 كيلو وات، و الآخر الاحتياطي سعته 40 كيلو وات. و مزودة بمعدات ملاحية واتصالات كأي سفينة أبحاث أخرى.

في الوضع الرأسي؛ تبدو السفينة كمنصة ثابتة في البحر. أمّا في وضعها الأفقي؛ تبدو كسفينة عادية، لكنها مزودة بذيلها الطويل ” 300 قدم “؛ الذي يحتوي على 8 صهاريج ” خزانات ” . و لعدم وجود المحركات فيها؛ تُقطر السفينة لموقع البحث بسرعة تتراوح بين 7- 10 عقدة بحرية.

حين ترسى في موقع البحث؛ يتم ملء تلك الصهاريج بالماء، أما مقدمة السفينة يتم مَلؤها بالهواء. تعمل الصهاريج الممتلئة كمركز ثقل في جهة واحدة؛ مما يدفع السفينة للارتفاع تدريجياً عن سطح المياه، و يعطي ذلك فرصة للطاقم بالتأقلم مع الوضع الجديد فيها، إلى أن تنقلب كلياً في فترة زمنية لا تقل عن 28 دقيقة، ولا تزيد عن نصف ساعة.

صورة للسفينة في الوضع الأفقي، و يظهر ذيلها الطويل
صورة للسفينة في الوضع الأفقي، و يظهر ذيلها الطويل
صورة تظهر بداية إنقلابها تدريجياً عند ملئ الصهاريج " الخزانات " بالمياه
صورة تظهر بداية إنقلابها تدريجياً عند ملئ الصهاريج ” الخزانات ” بالمياه
صورة للسفينة في الوضع الرأسي بعد أن أخذت وضعها كلياً؛ تبدو وكأنها منصة ثابتة
صورة للسفينة في الوضع الرأسي بعد أن أخذت وضعها كلياً؛ تبدو وكأنها منصة ثابتة

في العام 2012 م، احتفلت الشركة المُصنعة و المُشغلة لتلك السفينة بمرور 50 عاماً على إنشائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى